المختصر المفيد للقرشي،

أحمد بن إسماعيل القرشي (المتوفى: 1282 هـ)

النوع الثاني: العجب

صفحة 94 - الجزء 1

  النوع الأول: استعظام النعمة والمسرة (بها)⁣(⁣١) من دون إضافتها إلى المنعم، ولا يقترن بذلك قول أو نحوه.

  النوع الثاني: أن تحصل المسرة ويصحبها قول أو فعل، وهذان النوعان من العُجْب الخالص.

  النوع الثالث: أن تحصل المسرة ويصحبها الاعتقاد، أي اعتقاد أنه مستحق منزلة شريفة، وهذا عُجْب⁣(⁣٢) باعتبار المسرة، ومآله إلى الكبر بسبب حصول الاعتقاد.

  نعم، ولا فرق بين أن يكون الأمر الحاصل به الإعجاب: اضطرارياً: كجمالٍ أو فصاحةٍ أو كثرة عشيرة أو مالٍ أو بنين، أو اختيارياً: ككثرة علم أو عبادة أو عطاءٍ أو إقدامٍ، فإن العُجْب بذلك قبيح شرعاً بلا خلاف، ومُحْبط للأعمال.

  والدواء المعين على دفعه - أي العُجب - هو أن يعلم الإنسان أن الدنيا دار زوال لا دار قرار، وأن لا بد من الموت والهلاك، والمصير⁣(⁣٣) إلى دار القرار، وسيناقَش بالحساب يومئذ ولا فرار، وكيف يعجب المرء ومصيره إلى القبر أو تأكله السباع في القفار!، فذلك من سوء البصيرة والاستبصار.


(١) من المطبوع.

(٢) في المخطوط: أعجب.

(٣) في المخطوط: ومسير.