النوع الثاني: العجب
  النوع الأول: استعظام النعمة والمسرة (بها)(١) من دون إضافتها إلى المنعم، ولا يقترن بذلك قول أو نحوه.
  النوع الثاني: أن تحصل المسرة ويصحبها قول أو فعل، وهذان النوعان من العُجْب الخالص.
  النوع الثالث: أن تحصل المسرة ويصحبها الاعتقاد، أي اعتقاد أنه مستحق منزلة شريفة، وهذا عُجْب(٢) باعتبار المسرة، ومآله إلى الكبر بسبب حصول الاعتقاد.
  نعم، ولا فرق بين أن يكون الأمر الحاصل به الإعجاب: اضطرارياً: كجمالٍ أو فصاحةٍ أو كثرة عشيرة أو مالٍ أو بنين، أو اختيارياً: ككثرة علم أو عبادة أو عطاءٍ أو إقدامٍ، فإن العُجْب بذلك قبيح شرعاً بلا خلاف، ومُحْبط للأعمال.
  والدواء المعين على دفعه - أي العُجب - هو أن يعلم الإنسان أن الدنيا دار زوال لا دار قرار، وأن لا بد من الموت والهلاك، والمصير(٣) إلى دار القرار، وسيناقَش بالحساب يومئذ ولا فرار، وكيف يعجب المرء ومصيره إلى القبر أو تأكله السباع في القفار!، فذلك من سوء البصيرة والاستبصار.
(١) من المطبوع.
(٢) في المخطوط: أعجب.
(٣) في المخطوط: ومسير.