فصل في المعلوم كذبه
فَصْلٌ فِي الْمَعْلُومِ كَذِبُهُ
  وَالْمَعْلُومُ كَذِبُهُ:
  مَا كَذَّبَهُ التَّنْزِيلُ.
  أَوِ الرَّسُولُ.
  أَوْ جَمْعٌ يَسْتَحِيلُ تَوَاطُؤُهُمْ عَلَى الْكَذِبِ عَادَةً.
  وَمَا عُلِمَ خِلَافُهُ ضَرُورَةً، أَوْ نَظَرًا.
  وَمَا نُقِلَ عَنْهُ بَعْدَ تَدْوِينِ الْأَخْبَارِ ثُمَّ بُحِثَ عَنْهُ فَلَمْ يُوجَدْ فِي بُطُونِ الْكُتُبِ وَلَا صُدُورِ الْحُفَّاظِ.
  وَمِنْهُ فِي الْأَصَحِّ: خَبَرُ الْوَاحِدِ بِمَا تَتَوَفَّرُ الدَّوَاعِي إِلَى نَقْلِهِ، وَشُورِكَ فِيهِ، إِمَّا لِتَعَلُّقِهِ بِالدِّينِ كَأُصُولِ الشَّرِيعَةِ، أَوْ لِغَرَابَتِهِ كَقَتْلِ خَطِيبٍ عَلَى مِنْبَرٍ، أَوْ لِلْمَجْمُوعِ كَمُعَارَضَةِ الْقُرْآنِ؛ لِلْقَطْعِ بِكَذِبِ مُدَّعِيهَا، وَأَنَّ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمِدينَةَ أَعْظَمَ مِنْهُمَا.
  وَقَوْلُهُمْ: لَمْ يُعْلَمِ انْتِفَاءُ الْحَامِلِ عَلَى الْكِتْمَانِ - مَمْنُوعٌ.
  وَلَيْسَ مِنْهُ حَدِيثُ الْغَدِيرِ، وَالْمَنْزِلةِ، وَنَحْوُهُمَا؛ لِلتَّوَاتُرِ لِمَنْ بَحَثَ.
مَسْأَلَةٌ
  الْكَذِبُ عَلَى الرَّسُولِ # مَعْلُومُ الْوُقُوعِ لِقَوْلِهِ: «سَيُكَذُبُ عَلَيَّ». وَسَبَبُهُ: النِّسْيَانُ، أَوِ الْغَلَطُ أَوِ الْاِفْتِرَاءُ.