متن غاية السؤل في علم الأصول،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

فصل في ما لم يعلم صدقه أو كذبه

صفحة 61 - الجزء 1

فَصْلٌ فِي ما لم يُعْلَم صِدْقُهُ أَو كَذِبُهُ

  وَمَا لَا يُعْلَمُ صِدْقُهُ وَلَا كَذِبُهُ: قَدْ يُظَنُّ صِدْقُهُ كَخَبَرِ الْعَدْلِ، وَكَذِبُهُ، كَخَبَرِ الْكَذُوبِ، وَيُشَكُّ كَالْمَجْهُولِ.

  وَقَطَعَ بَعْضُ الظَّاهِرِيَّةِ بِكَذِبِ مَا لَا يُعْلَمُ صِدْقُهُ. وَهُوَ بُهْتٌ.

مَسْأَلَةٌ

  التَّعَبُّدُ بِخَبَرِ الْعَدْلِ جَائِزٌ عَقْلًا؛ لِلْقَطْعِ بِجَوَازِ أَنْ يَعْلَمَ اللهُ الْمَصْلَحَةَ فِيهِ.

  قِيلَ: لَا تُؤْمَنُ الْمَفْسَدَةُ.

  قُلْنَا: مَفْسَدَةُ خِلَافِهِ رَاجِحَةٌ.

  قِيلَ: لَوْ جَازَ لَجَازَ فِي الْأُصُولِ.

  وَرُدَّ: بِمَنْعِ الْمُلَازَمَةِ، وَالنَّقْضِ بِالْعَمَلِ بِالظَّنِّ فِي الْفَتْوَى، وَالشَّهَادَةِ، وَالْأُمُورِ الدُّنْيَوِيَّةِ.

مَسْأَلَةٌ

  وَهُوَ وَاقِعٌ سَمْعًا. قِيلَ: وَعَقْلًا. وَقِيلَ: لَمْ يَقَعِ التَّعَبُّدُ بِهِ.

  لَنَا: إِجْمَاعُ السَّلَفِ عَلَى الْعَمَلِ بِهَا.

  {وَلَا تَقْفُ}⁣[الإسراء ٣٦] {إِن يَتَّبِعُونَ} وَنَحْوُهُمَا ظَاهِرٌ.