[خامسا: خبر شق الصدر]
  البيوت هو وأخوه في بهم لهم إذ أتى أخوه يشد(١).
  قال ابن إسحاق: أخوه ضمرة(٢).
  قالت: وأنا وأبوه في البيت فقال: إن أخي القرشيّ أتاه رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاه وشقا بطنه، فخرجت أنا وأبوه نشد، فوجدناه قائما قد انتقع لونه(٣)، فلما رأيناه جهش إلينا وبكى.
  قالت: فالتزمته أنا وأبوه وضميناه إلينا(٤) وقلنا له: ما بالك(٥) بأبي أنت(٦)؟
  قال: أتاني رجلان فأضجعاني وشقا بطني وصنعا بي شيئا ثم رداه كما هو.
  فقال أبوه: والله ما أرى ابني إلّا قد أصيب(٧)، ألحقيه بنا بأهله فنؤدّيه إليهم قبل أن يظهر ما نتخوف. فاحتملناه فقدمنا به إلى أمه، فلما رأتنا أنكرت شأننا، وقالت: ما أرجعكما به(٨) قبل أن أسألكما وقد كنتما حريصين على حبسه؟
  قلنا: لا شيء إلّا أن الله قد قضى الرضاعة، وسرّنا ما نرى، فقلنا نؤديه كما تحبون أحب إلينا.
  قالت: إن لكما شأنا فأخبراني ما هو.
(١) البهم الصغار من الغنم، واحدتها بهمة. ولعل الصحيح: (بهم لنا)، وهو ما أثبته ابن إسحاق والبيهقي وغيرهما من المؤرخين، وقولها: يشد: أي يسرع.
(٢) هو ضمرة بن الحارث بن عبد العزي بن رفاعة بن فلان بن ناصرة بن سعد بن بكر بن هوازن، وأخو الرسول ÷ من الرضاع.
(٣) أي تغير لون وجهه.
(٤) في (ب): وضممناه إلينا.
(٥) نهاية صفحة [١٦ - أ].
(٦) في (ب): ما بالك يا بني بأبي أنت.
(٧) في (أ، د): ما أرى إلّا قد أصيب.
(٨) في (أ، د)، ما أرجعتما به.