المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[خامسا: خبر شق الصدر]

صفحة 107 - الجزء 1

  البيوت هو وأخوه في بهم لهم إذ أتى أخوه يشد⁣(⁣١).

  قال ابن إسحاق: أخوه ضمرة⁣(⁣٢).

  قالت: وأنا وأبوه في البيت فقال: إن أخي القرشيّ أتاه رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاه وشقا بطنه، فخرجت أنا وأبوه نشد، فوجدناه قائما قد انتقع لونه⁣(⁣٣)، فلما رأيناه جهش إلينا وبكى.

  قالت: فالتزمته أنا وأبوه وضميناه إلينا⁣(⁣٤) وقلنا له: ما بالك⁣(⁣٥) بأبي أنت⁣(⁣٦)؟

  قال: أتاني رجلان فأضجعاني وشقا بطني وصنعا بي شيئا ثم رداه كما هو.

  فقال أبوه: والله ما أرى ابني إلّا قد أصيب⁣(⁣٧)، ألحقيه بنا بأهله فنؤدّيه إليهم قبل أن يظهر ما نتخوف. فاحتملناه فقدمنا به إلى أمه، فلما رأتنا أنكرت شأننا، وقالت: ما أرجعكما به⁣(⁣٨) قبل أن أسألكما وقد كنتما حريصين على حبسه؟

  قلنا: لا شيء إلّا أن الله قد قضى الرضاعة، وسرّنا ما نرى، فقلنا نؤديه كما تحبون أحب إلينا.

  قالت: إن لكما شأنا فأخبراني ما هو.


(١) البهم الصغار من الغنم، واحدتها بهمة. ولعل الصحيح: (بهم لنا)، وهو ما أثبته ابن إسحاق والبيهقي وغيرهما من المؤرخين، وقولها: يشد: أي يسرع.

(٢) هو ضمرة بن الحارث بن عبد العزي بن رفاعة بن فلان بن ناصرة بن سعد بن بكر بن هوازن، وأخو الرسول ÷ من الرضاع.

(٣) أي تغير لون وجهه.

(٤) في (ب): وضممناه إلينا.

(٥) نهاية صفحة [١٦ - أ].

(٦) في (ب): ما بالك يا بني بأبي أنت.

(٧) في (أ، د): ما أرى إلّا قد أصيب.

(٨) في (أ، د)، ما أرجعتما به.