المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[سادسا: تبشير أهل الزبور بنبوته صلى الله عليه وآله سلم]

صفحة 108 - الجزء 1

  فلم تدعنا حتى أخبرناها، فقالت: كلا والله لا يصنع الله ذلك به، إن لابني شأنا⁣(⁣١)، أفلا أخبركما خبره؟ إني حملت به فو الله ما حملت حملا قط كان أخف منه عليّ ولا أيسر، ثم رأيت حين حملته أنه خرج مني نور أضاء منه أعناق الإبل ببصرى، أو قالت: قصور بصرى، ثم وضعته حين وضعت فو الله ما وقع كما يقع⁣(⁣٢) الصبيان، لقد وقع معتمدا بيده على الأرض رافعا رأسه إلى السماء فدعاه عنكما، فقبضته وانصرفنا⁣(⁣٣).

[سادسا: تبشير أهل الزبور بنبوته صلى الله عليه وآله سلم]⁣(⁣٤)

  [١٠] أخبرنا إسحاق بن يعقوب [بن إبراهيم قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سالم المكي، عن عبد الله بن محمد القرشي، قال: حدثنا الحسن بن شادان الواسطي، قال: حدثنا يعقوب بن محمد النهري، عن عبد العزيز بن عمران، عن عبد الله بن جعفر المخزومي، عن عون مولى مسور بن مخرمة]⁣(⁣٥) عن مسور عن ابن عباس عن أبيه، قال عبد المطلب: قدمت الشام فنزلت على رجل من اليهود، فبصرني رجل من «أهل الديور»⁣(⁣٦) فجاءني، فقال: أتأذن لي أن أنظر إلى مكان منك؟

  فقلت: إن لم يكن عورة⁣(⁣٧) فانظر.


(١) في (أ، ب، د): لا يصنع الله به ذلك، لأن لابني شأنا.

(٢) في (أ، د): كما وقع.

(٣) انظر الخبر في سيرة ابن هشام (١/ ١٧٣ - ١٧٦)، والحلبية (١/ ٩٣ - ١٠٠)، ودلائل النبوة للبيهقي (١/ ١٣٥).

(٤) هذا الخبر من البشارات السابقة الدالة على نبوته ÷ تناوله العديد ممن صنف في السيرة النبوية، انظر: دلائل النبوة للبيهقي (٢/ ٢٤ وما بعدها)، سيرة ابن هشام (١/ ٢٠٣)، دلائل النبوة لأبي نعيم ص (١٢٥) الخصائص الكبرى للسيوطي (١/ ٨٣ وما بعدها)، البداية والنهاية (٢/ ٢٤٩ وما بعدها)، الأمالي الاثنينية (خ).

(٥) ورد في الأصل: يرفع، وقد أثبتنا السند للتوثيق والفائدة، والسند هذا وخبره ذكرهما صاحب أمالي أبي طالب ص (٣٥٧).

(٦) ورد في الأصل: أهل الزبور، وأما أثبتناه من البداية والنهاية لأبي نعيم، وأهل الديور: هم أهل الكتاب.

(٧) في (أ، ج، د): إن لم تكن عورة.