المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[وفاة جده صلى الله عليه وآله سلم]

صفحة 116 - الجزء 1

  ولعبد الله عشرون سنة وقيل: تسعة عشر⁣(⁣١).

  فرثاه وهب بن عبد مناف أبو أمه فقال⁣(⁣٢):

  ذهب الذي يرجى لكل عظيمة ... ولكل نائبة يكون ممحضا

  ورث المكارم عن أبيه وجده ... عمرو وخال غير نكس مجهضا

[وفاة جده صلى الله عليه وآله سلم]

  قال: وعمّر عبد المطلب⁣(⁣٣) مائة وعشرين سنة⁣(⁣٤).

  ثم حضرته الوفاة ولرسول الله ÷ ثمان سنين⁣(⁣٥) فجمع بنيه وبناته، وهم عشرة بنين وست بنات: الحارث وهو أكبر ولده وبه كان يكنى، والزبير وحجل والمقوّم وضرار وحمزة وأبو لهب والعباس وأبو طالب وعبد الله وكان أصغر ولده.

  ومن البنات: عاتكة وبرة، وصفية وأمامة، وقيل: أميّة وأروى وأم حكيم البيضاء.

  فقال: يا بنيّ ويا بناتي، قد اعتللت عللا كثيرة فما وجدت كهذه، فإذا أنا مت ورصفتم علي الجنادل⁣(⁣٦) وحثوتم علي التراب فأيكم يكفل حبيبي محمدا بعدي؟

  فما منهم أحد إلّا قال: أنا أكفله، فقام إليه ابنه الحارث وقال: يا أبتاه إنا لا نأمن إذا كفله أحدنا أن لا يرضى محمد به.


(١) وقيل: (٢٥) سنة، و (٢٦)، و (٢٨) سنة. انظر: الكامل في التاريخ لابن الأثير (٢/ ٥)، البداية والنهاية (٢/ ٢٦٣).

(٢) في (ب): أبو آمنة فقال.

(٣) نهاية صفحة [٢٢ - أ].

(٤) اختلف في عمره، وكم كان مبلغ سنه حين وفاته فقيل: (٩٥)، وقيل: (١٢٠)، وقيل: (١٤٠)، وقيل: (٨٢)، وقيل:

(١٤٤)، وقد توفي في نحو سنة (٤٥ قبل الهجرة، أي نحو ٥٧٩ م). انظر: تاريخ بن الأثير (٢/ ٤)، الطبري (٢/ ١٧٦)، تأريخ الخميس (١/ ٢٥٣)، اليعقوبي (١/ ٢٠٣).

(٥) يؤكد هذا القول أن أحدهم سأل رسول الله ÷: يا رسول الله أتذكر موت جدك عبد المطلب؟ قال: «نعم، وأنا يومئذ ابن ثمان سنين»، وعن أم أيمن أنها كانت تحدث أن رسول الله ÷ كان يبكي خلف سرير عبد المطلب، وهو ابن ثمان سنين، ودفن بالحجون عند جده زيد. السيرة الحلبية (١/ ١١٢ - ١١٣).

(٦) الجنادل: الحجارة.