المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[وفاة والده صلى الله عليه وآله سلم]

صفحة 115 - الجزء 1

[وفاة والدته صلى الله عليه وآله سلم]

  قال⁣(⁣١): وكان لرسول الله ÷ يومئذ أربع سنين، فلما بلغ ست سنين⁣(⁣٢) قدمت به أمه المدينة⁣(⁣٣) على أخواله من بني النجار⁣(⁣٤)، وماتت وهي راجعة⁣(⁣٥) إلى مكة بالأبواء⁣(⁣٦)، فكان ÷ مع جده.

[مواقف لعبد المطلب]

  وكان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة، وكان بنوه يجلسون حوله حتى يخرج إليهم، وكان رسول الله ÷ يأتي وهو غلام فيجلس عليه فيأخذه أعمامه ليؤخروه فيقول لهم عبد المطلب: دعوا ابني فو الله إن له لشأنا. فكان له شأن ÷(⁣٧).

[وفاة والده صلى الله عليه وآله سلم]

  فأما أبوه عبد الله فمات ولرسول الله ÷ في بطن أمه أربعة أشهر، وقيل: خمسة⁣(⁣٨)،


(١) أي: يعقوب بن محمد النهري بسنده السابق.

(٢) اتفقت المصادر المتوفرة لدينا على أن وفاة والدته ÷ وهو في السادسة من عمره، انظر: دلائل البيهقي (١/ ١٨٨)، السيرة الحلبية (١/ ١٠٥)، السيرة النبوية لابن هشام (١/ ١٧٧).

(٣) في (ب): قدمت به آمنة المدينة.

(٤) بنو النجار: هم بطن من الخزرج، من الأزد، من القحطانية، منهم أخوال رسول الله ÷. انظر: معجم قبائل العرب لكحالة (٣/ ١١٧٣).

(٥) في (ب): فماتت راجعة.

(٦) الأبواء: قرية جامعة بين مكة والمدينة، شرفها الله تعالى وسطا من المسافة. انظر: الروض المعطار ص (٦)، معجم ما استعجم (١/ ١٠٢).

(٧) انظر: سيرة ابن هشام (١/ ١٧٨)، البداية والنهاية (٣/ ١٢٢ - ١٢٦)، السيرة الحلبية (١/ ١٠٥ - ١١٢)، ابن سعد (١/ ٩٣ - ٩٤)، الخصائص للسيوطي (١/ ٨٠) وما بعدها، دلائل النبوة للبيهقي (١/ ١٨٧ - ١٩٣).

(٨) الذي عليه أكثر العلماء أنه توفي، وأمه ÷ حاملة به، أما المدة التي انقضت من حمله حال وفاة والده فقد اختلف فيها، فقيل: كان بعد أن تم لها من حملها شهرين، وقيل: قبل ولادته ÷ بسبعة أشهر، وقيل خلاف ذلك. انظر: السيرة الحلبية (١/ ٤٩ - ٥٠)، السيرة النبوية لابن هشام (١/ ١٦٦ - ١٦٧)، طبقات ابن سعد (١/ ٧٩ - ٨٠)، البداية والنهاية (٢/ ٢٥٩ - ٢٦٣)، دلائل النبوة للبيهقي (١/ ١٨٧ وما بعدها)، الأمالي الاثنينية (خ).