المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[خروجه صلى الله عليه وآله سلم مع عمه إلى الشام]

صفحة 120 - الجزء 1

  رسول الله فكبّر عليها أربعين تكبيرة، ثم نزل في قبرها فوضعها في اللحد، ثم قرأ عليها آية الكرسى ثم قال: «اللهم اجعل من بين يديها نورا، ومن خلفها نورا وعن يمينها نورا، وعن شمالها نورا، اللهم املأ قلبها نورا»، ثم خرج من قبرها.

  فقال المهاجرون: يا رسول الله قد كبّرت على أم علي ما لم تكبر على أحد!

  فقال ÷: «كان خلفي أربعون صفا من الملائكة فكبرت لكل صف تكبيرة»⁣(⁣١).

  وفي حديث ابن عباس أنه ÷ ألبسها قميصه واضطجع معها في قبرها، وقال: «إني كنت يتيما في حجرها فأحسنت إليّ»⁣(⁣٢).

[خروجه صلى الله عليه وآله سلم مع عمه إلى الشام]

  فلما بلغ رسول الله تسع سنين⁣(⁣٣)، عزم «عمه»⁣(⁣٤) أبو طالب على الخروج إلى الشام بتجارة له، فبكى رسول الله ÷ وتعلق بزمام راحلته وقال: «يا عم على من تخلفني وقد أوصاك جدي عبد المطلب بي»⁣(⁣٥)؟ فرقّ أبو طالب⁣(⁣٦) له وقال: لا تبك فإني خارج بك.


(١) الخبر أخرجه الإمام يحيى بن الحسين الهاروني في أماليه ص (٤٢)، ولفظه بعد السند قال: ماتت أمي فاطمة فجئت إلى النبي ÷ فقلت: ماتت أمي، فقال النبي ÷: «إنا لله وإنا إليه راجعون وأخذ عمامته ودفعها إليّ، وقال: كفنها بها، فإذا وضعتها على الأعواد فلا تحدثن شيئا حتى آتي، فأقبل النبي ÷ في المهاجرين والأنصار يمشون لا ينظرون إليه إعظاما له حتى تقدم رسول الله ÷ فكبر عليها أربعين تكبيرة، ثم نزل في قبرها ووضعها في اللحد، ثم قرأ (آية الكرسي)، ثم قال: اللهم اجعل بين يديها نورا ومن خلفها نورا وعن يمينها نورا وعن شمالها نورا، اللهم املأ قلبها نورا، ثم خرج من قبرها فقال له المهاجرون: يا رسول الله قد كبرت على أم علي # ما لم تكبر على أحد، فقال رسول الله ÷: كان خلفي أربعون صفا من الملائكة، فكبرت لكل صف تكبيرة».

(٢) أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ٢٥٧)، وقال: أخرجه الطبراني في (الأوسط)، وأخرجه صاحب كنز العمال (١٣/ ٦٣٦)، وعزاه لأبي نعيم في المعرفة والديلمي، ولفظ الحديث: عن ابن عباس قال: لما ماتت فاطمة أم علي ألبسها النبي ÷ قميصه، واضطجع معها في قبرها فقالوا: ما رأيناك يا رسول الله صنعت هذا فقال: «إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها، إنما ألبستها قميصي لتكتسي من حلل الجنة، واضطجعت معها ليهون عليها»، وينظر المصادر السابقة في ترجمتها سابقا.

(٣) وقيل: ابن اثنتي عشرة سنة، وقيل خلاف ذلك. انظر: دلائل النبوة للبيهقي (٢/ ٢٦)، سيرة ابن هشام (١/ ١٩٥).

(٤) ساقط في (أ، د).

(٥) في سيرة ابن إسحاق: فأخذ بزمام ناقته وقال: «يا عم إلى من تكلني لا أب لي ولا أم»، ينظر المبتدأ والمبعث والمغازي لابن إسحاق (١/ ٢ / ٥٣).

(٦) في (ب، ج): فرق عمه أبو طالب.