المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[تلقي الملائكة الوحي قبل بلوغه الأرض]

صفحة 135 - الجزء 1

  [٢٧] أخبرنا محمد بن عبد الكريم بن مالك بإسناده عن وهب قال: أنزلت التوراة على موسى من بعد صحف إبراهيم بسبعمائة عام، وأنزل الزبور على داود بعد التوراة بخمسمائة عام، وأنزل الإنجيل على عيسى بعد الزبور بألف عام ومائتي عام، وأنزل الفرقان على محمد بعد الإنجيل بستمائة وعشرين عاما.

[تلقي الملائكة الوحي قبل بلوغه الأرض]

  [٢٨] [أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان البجلي، قال: حدثنا محمد بن يحيى التستري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا إبراهيم بن نافع، عن عمر بن موسى بن الوجيه، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي]⁣(⁣١) في قوله تعالى: {وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ}⁣[الشورى: ١٥] وقد يرسل الرسول بوحي منه إلى رسل السماء، فتبلغ رسل السماء رسل الأرض، وقد يخلق الكلام فيما بينه وبين رسل الأرض من غير أن يرسل الكلام مع رسل السماء إلى رسل الأرض، وقد يخلق الكلام فيما بينه وبين رسل السماء من غير مشافهة⁣(⁣٢) رسل السماء أحدا من خلقه، وقد قال نبي الله ÷ لجبريل #: «كيف تأخذ الوحي من رب العالمين؟

  قال: آخذه من إسرافيل.

  فقال النبي ÷: من أين يأخذه إسرافيل؟

  قال: يأخذه من ملك فوقه من الروحانيين يقال له ناجابيل.

  فقال النبي ÷: من أين يأخذه ذلك الملك؟

  قال: يقذف في قلبه قذفا، فاكتفي بما وصفت لك من كلام الله فإن كلام الله ليس ينحو نحوا واحدا، منه ما يجيء في المنام وذلك قوله لإبراهيم # حيث قال: {يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى


(١) في أصولي: أخبرنا علي بن الحسن بن سليمان البجلي بإسناده عن علي #. وقد أثبتنا السند توثيقا للخير.

(٢) في (أ): مسافته.