[ما قاله حسان بن ثابت بعد سماعه للصوت]
  جزى الله ربّ الناس خير جزائه ... رفيقين قالا(١) خيمتي أم معبد
  هما نزلاها بالهدى فاهتدت به ... وقد فاز من أمسى رفيق محمد
  فيا آل قصي ما زوى الله عنكم ... به من فعال لا يجارى وسؤدد
  ليهن بني كعب مكان فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد
  سلوا أختكم عن شأنها وإنائها ... فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
  دعاها بشاة حائل فتحلبت ... عليه صريحا ضرّة الشاة مزبد(٢)
  فغادرها رهنا لديها كحالب ... ترددها في مصدر ثم مورد
[ما قاله حسان بن ثابت بعد سماعه للصوت]
  فلما سمع ذلك حسان بن ثابت(٣) شبب يجاوب الهاتف يقول:
(١) قوله: قالا: من القيلولة، وهو منتصف النهار.
(٢) في دلائل النبوة للبيهقي شطر البيت:
له بصريح ضرة الشاة مزبد
وهو تصحيح إذ أن الذي ورد في الأصل (مزبد) بكسر القافية، وفيه نظر إذ إعرابه النصب، ولعل جره على الحوار إن كانت الرواية كذلك، ويكون من الإقواء المعروف في الشعر العربي وهو مذهب عربي معروف، والبيت التالي له في الدلائل هكذا:
فغادرها رهنا لديها بحالب ... يرددها في مصدر ثم مورد
(٣) الأبيات في ديوان حسان بن ثابت ص (١٣٩ - ١٤٢).
هو حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار سيد الشعراء المؤمنين المؤيد بروح القدس، أبو الوليد، ويقال: أبو الحسام، الأنصاري الخزرجي النجاري المدني، ابن الفريعة شاعر رسول الله ÷ وصاحبه، حدث عنه ابنه عبد الرحمن، والبراء بن عازب، وسعيد بن المسيب، وأبو سلمة، وآخرون، وحديثه قليل، قال ابن سعد: عاش سنتين في الجاهلية، وستين في الإسلام، قال ابن إسحاق: توفي حسان سنة (٥٤ هـ)، وقيل: سنة (٤٠ هـ)، انظر: شرح ديوان حسان بن ثابت، عبد الرحمن البرقوقي ص (١٥ - ٢٤)، سير أعلام النبلاء (٢/ ٥١٢ - ٥٢٣)، الأغاني (٤/ ١٣٤ - ١٦٩)، الاستيعاب (١/ ٣٤١)، أسد الغابة (٢/ ٥)، تهذيب التهذيب (٢/ ٢٤٧ - ٢٤٨)، الإصابة (٢/ ٢٣٧)، شذرات الذهب (١/ ٤١، ٦٠).