المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[ثانيا: مآثر هاشم بن عبد مناف]

صفحة 172 - الجزء 1

  الموت غاد ورائح، قد مات أخي هاشم وأنا لاحق به لا شك، وهذا ابن أخي قد دب ودرج وبلغ، غير أنه غريب، وقد علمت أنا أهل بيت شرف وحسب وسادات ولد إسماعيل فلو أذنت له لينطلق معي إلى مكة فيقوم مقامي بعدي؟

  قالت: ولدي وقرة عيني أتسلّى به بعد أبيه هاشم لا أفارقه إلّا أن يحب.

  فقال شيبة: فأنا أحب ذلك.

  فأذنت له وبكت عليه بكاء شديدا، فخرج شيبة على ناقة والمطلب على أخرى، فلما دخل مكة ونظرت قريش إلى المطلب جعلوا يقولون: هذا عبد ابتاعه المطلب من يثرب⁣(⁣١).

  فقال المطلب: ويحكم هذا ابن أخي شيبة بن هاشم، فسمي⁣(⁣٢) شيبة: عبد المطلب من ذلك «اليوم»⁣(⁣٣).

  وفيه يقول بني شيبة:

  بني شيبة الحمد الذين وجوههم ... تضيء دجى الظلماء كالقمر البدر

[ثانيا: مآثر هاشم بن عبد مناف]⁣(⁣٤)

  وأما هاشم بن عبد مناف فاسمه عمرو، وهو أول من أطعم الطعام وهشم الثريد، وكانت مائدته منصوبة لا ترفع⁣(⁣٥) لكل وارد وصادر، وكان يكسو ويحمل من طرقه وينصر


(١) انظر: تاريخ الطبري (٢/ ٨ - ١٢)، البداية والنهاية (٢/ ٢٥٣)، السيرة الحلبية (١/ ٤٦)، الكامل لابن الأثير (٢/ ٦ - ٩)، سيرة ابن هشام (١/ ١٨٧) وما بعدها.

(٢) نهاية الصفحة [٦١ - أ].

(٣) ساقط في (ب، ج).

(٤) انظر: السيرة الحلبية (١/ ٤ - ٧)، سيرة ابن هشام (١/ ١٥٦ - ١٥٩)، الكامل لابن الأثير (٢/ ٩ - ١٠)، تاريخ الطبري (٢/ ١٢ - ١٤)، البداية والنهاية (٢/ ٥٢) وما بعدها.

(٥) في (أ، د): لا ترفع منصوبة.