المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[ثانيا: مآثر هاشم بن عبد مناف]

صفحة 173 - الجزء 1

  المظلوم ويؤوي الخائف ولذلك قيل:(⁣١)

  يا أيها الضيف المحول رحله ... هلا حللت بآل عبد مناف

  هبلتك أمك لو حللت بدارهم ... منعوك من جوع ومن إقراف⁣(⁣٢)

  كانت قريش بيضة فتفلقت ... فالمخ خالصها لعبد مناف

  عمرو العلاء هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف⁣(⁣٣)


(١) في بعض المصادر:

يا أيها الرجل المحول رحله ... ألا نزلت بآل عبد مناف

هبلتك أمك لو نزلت برحلهم ... منعوك من عدم ومن إقراف

الخالصين غنيهم بفقيرهم ... حتى يعود فقيرهم كالكافي

انظر: السيرة الحلبية (١/ ٥)، وسيرة ابن هشام (١/ ١٨٨ - ١٨٩)، البداية والنهاية (٢/ ٢٥٤)، تاريخ الطبري (٢/ ١٢)، والأبيات لمطرود بن كعب الخزاعي، يبكي عبد المطلب وبني عبد مناف ويرثيهم، وقيل: للزبعري والد عبد الله. أمّا مطرود فهو مطرود بن كعب الخزاعي، شاعر جاهلي فحل، لجأ إلى عبد المطلب لجناية كانت منه، فحماه وأحسن إليه، فأكثر مدحه ومدح أهله، ويقال: إنه هو صاحب الأبيات التي أولها:

يا أيها الرجل المحول رحله ... هلا حللت بآل عبد مناف

والمشهور أنها لابن الزبعرى، انظر: الأعلام (٧/ ٢٥١)، المحبر (١٦٣ - ١٦٤)، التاج (٢/ ٤٠٩)، المرزباني (٣٧٥)، السيرة النبوية لابن هشام (ط الحلبي ١/ ٥٨ و ١٤٦ - ١٤٩)، شرح السيرة لأبي ذر الحسني (٤٦) وما بعدها، الروض الأنف (١/ ٩٤ - ٩٧)، أبناء ونجباء الأبناء (٦٣ - ٦٥).

(٢) هبلتك: فقدتك، وهو على جهة الإغراء لا على جهة الدعاء كما تقول: تربت يداك، ولا أبا لك، وأشباههما والإقراف مقاربة الهجنة: أي منعوك من أن تنكح بناتك وأخواتك من لئيم فيكون الابن مقرفا للؤم أبيه وكرم أمه فيلحقك وصم من ذلك، ونحوا منه قول مهلهل:

أنكحها فقدها الأراقم في ... جنب وكان الحباء من أدم

أي انحكت لقربتها من غير كفء وذلك أن مهلهلا نزل في جنب وهو حي وضيع من مذحج فخطب ابنته فلم يستطع منعها فزوجها، وكان نقدها من أدم. سيرة ابن هشام (١/ ١٨٨)، وفي البداية والنهاية البيت كالتالي:

عمرو الذي هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف

(٣) الرواية في عجاف بالضم، وهو من الإقواء المعروف في الشعر وهو مذهب عربي ويقرأ هذا البيت خاصة من بين هذه الأبيات، بالرفع وأما من رواه «قوم بمكة مسنتين عجاف» فلا إشكال فيه.