[(3) أبو طالب]
  إسحاق ويزيد بن رومان وصالح بن كيسان ويحيى بن عروة وغيرهم](١) أن عبد المطلب كان قد نذر أنه متى رزق عشرة أولاد ذكورا ورآهم بين يديه رجالا نحر أحدهم للكعبة شكرا لربه إذ أعطاه بئر زمزم، وخصه بها من بين قومه.
  فدعا بنيه وقال لهم: يا بني إني قد كنت نذرت نذرا وقد علمتموه قبل اليوم فما تقولون؟
  قال أبو طالب: افعل ما تشاء فها نحن بين يديك.
  قال عبد المطلب: لينطلق كل واحد منكم إلى قدحه وليكتب عليه اسمه.
  ففعلوا ثم أتوه بالقداح، فأخذها وجعل يقول(٢):
  عاهدته وأنا موف عهده ... أيام حفري وبيتي وحده
  والله لا نحمد شيئا حمده ... إذ كان مولاي وكنت عبده
  نذرت نذرا لا أحب رده ... ولا أحب أن أعيش بعده(٣)
  ثم دعا بالقداح والأمين الذي يضرب بها فدفع القداح إليه(٤)، وقال: حرك ولا تعجل.
  وكان أحب ولد عبد المطلب إليه عبد الله، فلم يحب أن يخرج قدحه فيذبحه، فلما صارت القداح في يد الأمين جعل عبد المطلب يرتجز ويقول:
(١) في (ب): حدثنا الرواة بأجمعهم. وفي بقية النسخ: الحسن بن علي الجوسقي، أخبرنا عن أشياخه بإسناده عنهم. والسند ما أثبتناه.
(٢) الأبيات في سيرة ابن إسحاق ص (١٢) هكذا:
عاهدت ربي وأنا موف عهده ... أيام جعفر وبني وحده
والله لا أحمد سيأ حمده ... كيف أعاديه وأنا عبده
إني أخاف إن أخرت وعده ... أن أضل إن تركت عهده
ما كنت أخشى أن يكون وحده ... مثل الذي لا قيت يوما عنده
أوجع قلبي عند حفري رده ... والله ربي لا أعيش بعده
(٣) نهاية الصفحة [٦٩ - أ].
(٤) في (ب، ج): الذي يضرب القداح إليه.