المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[استخلافه ÷ عليا لإخراج أهله وأداء وصاياه وأماناته]

صفحة 227 - الجزء 1

  لرسول الله حين كان في الغار الطعام والشراب⁣(⁣١)، واستأجر له ثلاث رواحل؛ للنبي ÷ ولأبي بكر ولدليلهم⁣(⁣٢).

[استخلافه ÷ عليا لإخراج أهله وأداء وصاياه وأماناته]

  وخلّفه النبي ÷ يخرج أهله إليه، فأخرجهم إليه، وأمره أن يؤدي عنه أماناته ووصاياه من كان يوصي إليه، وما كان يؤتمن عليه، فإذا قضى عنه أماناته كلها لحق به، وأمره أن يضطجع على فراشه ليلة خرج، وقال: «إن قريشا لن⁣(⁣٣) يفقدوني ما داموا يرونك».

  فاضطجع علي على فراش النبي، وجعلت قريش تطلع، فإذا رأوه قالوا: هو ذا نائم.

  فلما أصبحوا رأوا عليا # قالوا: لو خرج محمد خرج بعلي معه، ولم يفقدوه.

[قدوم أمير المؤمنين # إلى المدينة]

  وأمره النبي ÷ أن يخرج فيلحقه بالمدينة، فلما بلغ النبي ÷ قدومه⁣(⁣٤) قال: «ادعوا لي عليا»، فقالوا: يا رسول الله لا يقدر أن يمشي على قدميه.

  فأتاه النبي ÷ فلما رآه اعتنقه⁣(⁣٥) وبكى رحمة له، ولما رأى ما بقدميه من الورم، وأنهما يقطران دما، تفل رسول الله في يده ومسحهما ودعا له بالعافية، فما اشتكاهما حتى استشهد #(⁣٦).

  [٩٣] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الحديدي بإسناده عن حكيم بن جبير، عن علي بن


(١) في (ب، ج، د): حين كان في الغار يأتيه بالطعام والشراب.

(٢) الخبر أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة في معرفة الصحابة في ترجمة أمير المؤمنين # (٤/ ١٩) عن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع، وكذلك أورده الإمام أبو طالب في أماليه ص (٧٥) بنفس سنده عن أبي العباس الحسني.

(٣) في (أ): لم.

(٤) نهاية الصفحة [٩٦ - أ].

(٥) في (أ، ب، د): فلما رآه النبي اعتنقه وبكى.

(٦) الخبر أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة أمير المؤمنين # (٤/ ١٩) عن أبي رافع عن أبيه عن جده عن أبي رافع.