المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[مؤاخاته صلى الله عليه وآله سلم بين أصحابه]

صفحة 231 - الجزء 1

[مؤاخاته صلى الله عليه وآله سلم بين أصحابه]⁣(⁣١)

  فلما بنى مسجده ومساكنه، انتقل من بيت أبي أيوب، حتى إذا كان شهر صفر من السنة الداخلة آخى بين أصحابه.

  فكان رسول الله سيد المرسلين وإمام المتقين، الذي ليس له خطر ولا نظير من العباد المسلمين وعلي بن أبي طالب أخوين، وحمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة أخوين، وأبو بكر بن أبي قحافة وخارجة بن زيد أبي زهير الخزرجي أخوين⁣(⁣٢)، وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان أخوين، وعمر بن الخطاب وعتبان بن مالك أخوين، وأبو ذر الغفاري والمنذر بن عمرو أخوين⁣(⁣٣)، وسلمان الفارسي وأبو الدرداء أخوين.

  [٩٤] أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان البجلي بإسناده قال: سمعت القاسم بن إبراهيم يقول: أقام رسول الله لما وافى المدينة، ونزلت عليه آية الجهاد في بيت أبي أيوب⁣(⁣٤) شهرين وخمسة عشر يوما، ثم تحول إلى الدار التي بناها.

  وأنفذ حمزة بن عبد المطلب ومعه زيد بن حارثة في ثلاثين راكبا في طلب مال لقريش وهي أول سرية كانت، فأصابوا منه بعضه وفاتهم أكثره⁣(⁣٥).


(١) انظر: البداية والنهاية (٣/ ٢٢٤) وما بعدها.

(٢) هو خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك، صهر أبي بكر، بدري قتل بأحد. انظر: الجرح والتعديل (٣/ ٣٧٣ ت ١٧٠٢).

(٣) هو: المنذر بن عمرو بن خنيس بن حارثة الأنصاري الساعدي؛ المعروف بالمعنق للموت، شهد العقبة، وبدرا، وأحدا، وكان أحد السبعين الذين بايعوا رسول الله ÷ وأحد النقباء الاثني عشر، كان يكتب في الجاهلية بالعربية، وآخى الرسول بينه وبين أبي ذر الغفاري. وقال الواقدي: بينه وبين طليب بن عمير، وقتل في يوم بئر معونة شهيدا، انظر:

الاستيعاب (٤/ ١٢ - ١٣) ت (٢٥٢٣)، الثقات (٣/ ٣٨٦)، الاستبصار (١٠٠)، الأعلام (٧/ ٢٩٤)، تجريد أسماء الصحابة (٢/ ٩٥)، تقي بن مخلد (٥٠٠)، الإصابة (٣/ ٤٦٠ ت ٨٢٢٤)، أسد الغابة (ت ٥١١٤)، المسعودي. ط باريس (٣/ ٢٠٠ - ٢٠١)، النويري (١٥/ ٣٢١).

(٤) انظر سير أعلام النبلاء (٢/ ٤٠٢ - ٤١٣).

(٥) كانت سرية حمزة بن عبد المطلب في رمضان على رأس سبعة أشهر من الهجرة، وسيأتي توضيح ذلك. انظر: المغازي للواقدي، سيرة ابن هشام (٢/ ٢٤٥ - ٢٤٨)، البداية والنهاية (٣/ ٢٣٤).