المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[وفاة النبي ÷]

صفحة 247 - الجزء 1

  فقال: «اللهم اشهد»، ثم قال: «ألا وإنه سيرد عليّ الحوض منكم رجال فيدفعون عني، فأقول: يا رب أصحابي أصحابي فيقول: يا محمد، إنهم أحدثوا بعدك وغيروا سنتك، فأقول سحقا سحقا»، ثم قام ودخل منزله فلبث أياما يجد الوجع، والناس يأتونه ويخرج إلى الصلاة، فلما كان آخر ذلك ثقل، فأتاه بلال⁣(⁣١) ليؤذنه بالصلاة وهو ملق ثوبه على وجهه قد تغطى به، فقال: الصلاة يا رسول الله، فكشف الثوب وقال: «قد أبلغت يا بلال فمن شاء فليصل»⁣(⁣٢)، فخرج بلال، ثم رجع الثانية والثالثة وهو يقول: الصلاة يا رسول الله.

  فقال: «قد أبلغت يا بلال، فمن شاء أن يصلي فليصل»، فخرج بلال وكان رأس رسول الله في⁣(⁣٣) حجر علي بن أبي طالب # والفضل بن عباس⁣(⁣٤) بين يديه يروحه، وأسامة بن زيد⁣(⁣٥) بالباب يحجب عنه زحمة الناس، ونساء النبي ÷ في ناحية البيت يبكين


(١) هو: بلال بن رباح مولى أبي بكر، مؤذن رسول الله ÷ من السابقين الأولين الذين عذّبوا في الله، شهد بدرا، حدث عنه ابن عمر وأبو عثمان النهدي، والأسود، وجماعة، وفي وفاته أقوال، انظر: سير أعلام النبلاء (١/ ٣٤٧ - ٣٦٠)، طبقات ابن سعد (٣/ ١ / ١٦٥)، الاستيعاب (٢/ ٢٦)، تاريخ دمشق (١٠/ ٣٥٣)، أسد الغابة (١/ ٢٤٣)، تهذيب التهذيب (١/ ٥٠٢)، الإصابة (١/ ٢٧٣).

(٢) المعنى هنا: فليصلي لنفسه منفردا لا بتركها نهائيا فل (يفهم).

(٣) نهاية الصفحة [١٠٧ - أ].

(٤) هو الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، ابن عم رسول الله ÷ يكنى أبا محمد، وقيل: أبا عبد الله، كان أسن ولد العباس، أمه أم الفضل لبابة بنت الحارث أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي ÷، غزا مع رسول الله مكة وحنينا، وثبت يومئذ مع رسول الله ÷ حين ولى الناس وشهد حجة الوداع، كان فيمن غسل النبي ÷ وولى دفنه، توفي في طاعون عمواس سنة (١٨ هـ) لم يترك ولدا إلا أم كلثوم تزوجها الإمام الحسن بن علي ثم فارقها فتزوجها أبو موسى الأشعري، انظر: طبقات ابن سعد (٤/ ٥٤)، (٧/ ٣٩٩)، طبقات خليفة (ت ٢٨٠٧)، التاريخ الكبير (٧/ ١١٤)، الجرح (٧/ ٦٣)، الاستيعاب (١٢٦٩)، تاريخ الإسلام (١/ ٢٥)، الإصابة (٣/ ٢٠٨)، أسد الغابة (٤/ ٣٦٦).

(٥) هو أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس حبّ رسول الله ÷، ومولاه، وابن مولاه، أبو زيد، ويقال: أبو محمد، وأبو حارثة، وأبو يزيد، استعمله النبي ÷ على جيش لغزو الشام فلم يسر حتى توفي ÷ حدث عنه أبو هريرة، وابن عباس، وأبو وائل، وأبو عثمان النهدي، وغيرهم، وهو ابن حاضنة النبي ÷ أم أيمن، توفي آخر ملك معاوية، انظر: سير أعلام النبلاء (٢/ ٤٩٦ - ٥٠٧)، طبقات ابن سعد (٤/ ٦١ - ٧٢)، التاريخ لابن معين (٢٢)، طبقات خليفة (٦/ ٢٩٧)، التاريخ الكبير (٢/ ٢٠)، الجرح (٢/ ٢٨٣)، الاستيعاب (١/ ٧٥)، أسد الغابة (١/ ٧٩)، تاريخ الإسلام (٢/ ٢٧٠)، تهذيب التهذيب (١/ ٢٠٨) الإصابة (١/ ٥٤).