المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[حوار ومساءلة بين عمر وابن عباس]

صفحة 280 - الجزء 1

  الشورى أن تدخل معهم، فاحفظ عني واحدة: احذر هؤلاء الرهط فإنهم لا يبرحون يدفعوننا عن هذا الأمر حتى يقوم به غيرنا، وايم الله لا تناله إلّا بشر.

  فقال علي #: لئن بقي عمر لأذكرنه بما أتى، ولئن مات ليتداولونها بينهم وليجدنّ ما يكرهون، ثم تمثل «ببيتين من الشعر، فأنشأ يقول»⁣(⁣١):

  حلفت برب الراقصات عشية ... غدوا ورحنا فابتدرنا المحصبا

  ليجتلبن رهط ابن يعمر قانيا ... نجيعا بنو الشداخ⁣(⁣٢) وردا مصلّبا

  فلما مات عمر خلا عبد الرحمن بعلي # وقال: إنك تقول إني أحق من حضر بالأمر لسابقتك ولقرابتك وحسن أثرك في الدين ولم تبعد⁣(⁣٣)، ولكن أوّليك على أن تسير بسيرة أبي بكر وعمر، قال: بل بسيرة رسول الله، فقال: لا حاجة لك فيها، ثم خلا بعثمان وبايعه⁣(⁣٤).

  [١٣٤] أخبرنا⁣(⁣٥) أحمد بن سعيد بإسناده عن ابن عباس قال: لما كان آخر حجة حجها عمر، ونحن بمنى أتاني عبد الرحمن بن عوف⁣(⁣٦) فقال: لو شهدت أمير المؤمنين، وأتاه رجل


(١) ساقط في (أ، د)، والأبيات في شرح النهج كالتالي:

حلفت بربّ الراقصات عشية ... غدون خفافا يبتدرن المحصّبا

ليجتلبن رهط ابن يعمر غدوة ... نجيعا بنو الشّدّاخ وردا مصلّبا

شرح النهج (١/ ١٦٤)، وفي الطبري: شطر البيت الثاني هكذا:

ليختلبن رهط ابن يعمر مارئا

وفي ابن الأثير (٣/ ٣٦):

ليختلين رهط ابن يعمر فارسا.

(٢) في (ب): نجيعا بنو الشرخ.

(٣) نهاية الصفحة [١٣٠ - أ].

(٤) الخبر أورده ابن أبي الحديد في شرح النهج بتوسع. انظر (١/ ١٩٢ - ١٩٥).

(٥) السند هو: أخبرنا أحمد بن سعيد الثقفي، قال: حدثنا أحمد بن علي بن عمران الجرجاني، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر عن طلق طاوس عن أبيه عن ابن عباس.

(٦) انظر تأريخ الطبري (٢/ ٤٤٥) وما بعدها.