المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[بين عبد الله بن مسعود وعثمان بن عفان]

صفحة 293 - الجزء 1

  وأرادت عائشة الخروج إلى مكة، فأرسل إليها مروان أنشدك الله يا أمه لما أقمت لعل الله يصلح هذا الأمر على يديك.

  قالت: والله لوددت أن صاحبك في بعض غدائره هذه مشدودة عليه، حتى إذا انتهى إلى اليم دفعته فيه ثم ارتحلت، حتى إذا كانت في بعض الطريق لحقها عبد الله بن عباس، وقد بعثه المسلمون على الموسم، فلما لقيها قالت: يا بن عباس أذكرك الله والإسلام، لا تخذل الناس غدا على قتل هذا الرجل فإنه حكم بغير ما أنزل الله، وبدل سنة رسول الله وانطلقت، فلما بلغها قتل عثمان قالت: أبعده الله بذنبه، الحمد لله الذي قتله، والله ما بلي قميص رسول الله حتى أبلى عثمان دينه⁣(⁣١)، حتى إذا كان يوم النحر، صلى بالناس علي # وعثمان محصور، فلما كان في اليوم الثالث من آخر أيام التشريق ناهضه المسلمون، فهم يكلمونه إذ رمى كثير بن الصلت الكندي⁣(⁣٢) نيار بن عياض الأسلمي⁣(⁣٣) صاحب رسول الله بسهم فقتله، فأرسلوا إلى عثمان في كثير أن ادفعه إلينا لنقتله، قال: لم أكن لأقتل رجلا نصرني، فناهضه المسلمون عند ذلك وخرجت إليهم الخيول من دار عثمان ومروان بن الحكم في كتيبة، وعبد الله بن الزبير⁣(⁣٤)، والمغيرة⁣(⁣٥) بن الأخنس⁣(⁣٦) فقاتلهم المسلمون وهزمهم الله، وانتهى إلى


(١) انظر شرح نهج البلاغة (٣/ ٩) وما بعدها.

(٢) هو: كثير بن الصلت بن معدي كرب بن وكيعة بن شرحبيل بن معاوية الكندي أبو عبد الله المدني، قيل: إنه أدرك النبي ÷، روى عن أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت وسعد بن أبي وقاص، وعنه أبو غلاب يونس بن جبير، وأبو علقمة مولى عبد الرحمن بن عوف وكان كاتبا لعبد الملك بن مروان على الرسائل، انظر: تهذيب التهذيب (٨/ ٤١٩ - ٤٢٠) ت (٥٨٣٦)، التقريب (٥٦٣٢)، تهذيب الكمال (٢٤/ ١٢٧ ت (٤٩٤٦)، التاريخ الكبير (٧ / ت ٨٩٩)، الجرح (٧ / ت ٨٥٥)، الكاشف (٣ / ت ٤٧٠٢).

(٣) لعله نيار بن مكرم الأسلمي مديني له صحبة، روى عنه عروة بن الزبير وابنه عبد الله بن نيار، انظر: الجرح والتعديل (٨/ ٥٠٧) وأيضا: تهذيب التهذيب (١٠/ ٤٩٣ ت ٧٥٣٨).

(٤) هو: عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة، أبو بكر، وأبو حبيب، القرشي الأسدي المكي ثم المدني، وكان أول مولود يولد في المدينة بعد الهجرة ولد سنة الثانية وقيل: في السنة الأولى، روى عن أبيه، وجده لأمه أبي بكر بن أبي قحافة، وأمه أسماء بنت أبي بكر وآخرين، وعنه أخوه عروة، وابناه عامر وعباد، وعطاء، وأبو إسحاق السبعي وآخرون، وكان مع خالته عائشة في حرب الجمل ضد الإمام علي (كرم الله وجهه) حكم على الحجاز، واليمن، ومصر، والعراق، وخراسان، قتل في حربه مع عبد الملك بن مروان في نزاعهما على الحكم بعد موت مروان، انظر: سير أعلام النبلاء (٣/ ٣٦٣ - ٣٨٠، ٣٨١)، مروج الذهب (٣/ ٢٧٢) وما بعدها، الإستيعاب (٩٠٥)، أسد الغابة (٣/ ٢٤٢)، الكامل (٤/ ٣٤٨)، تهذيب الأسماء (١/ ١ / ٢٦٦)، تهذيب الكمال (٦٨٢)، البداية (٨/ ٣٣٢، ٣٤٥)، العقد الثمين (٥/ ١٤١)، الإصابة (٢/ ٣٠٩)، تهذيب التهذيب (٥/ ٢١٣)، خلاصة تهذيب الكمال (١٦٧)، شذرات الذهب (١/ ٧٩، ٨٠).

(٥) نهاية الصفحة [١٤٠ - أ].

(٦) هو: المغيرة بن الأخنس الثقفي، حليف بني زهرة، قتل يوم الدار مع عثمان، انظر: الاستيعاب (٤/ ٦ ت ٢٥٠٨)، مؤتلف الدارقطني ص (١٦٧٥)، الإصابة (ت ٨١٩٣)، أسد الغابة (ت ٥٠٦٦).