المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[ذكر الحكمين]

صفحة 320 - الجزء 1

  حين أمسكتم عن القتال مبطلون، أم أنتم محقون فقتلاكم الذين كانوا خيرا منكم في النار؟

  قالوا: دعنا منك يا أشتر.

  قال: خدعتم فانخدعتم، فسبوه وسبهم، وضربوا بسياطهم وجه دابته، وضرب دوابهم، وصاح بهم علي # فكفوا، فبعث علي # قراء من أهل العراق وبعث معاوية «قراء»⁣(⁣١) من أهل الشام، فاجتمعوا بين الصفين ومعهم المصحف واجتمعوا على أن يحيوا ما أحيا القرآن ويميتوا ما أماته، وعلى أن يحكموا رجلين، أحدهما من أصحاب علي # والآخر من أصحاب معاوية.

  فقال أهل الشام: اخترنا عمرو بن العاص، قال الأشعث والخوارج: رضينا بأبي موسى، فقال علي #: إني لا أرضى به وليس برضى، وقد فارقني وخذل المسلمين عني، ثم هرب مني ولكن هذا ابن عباس.

  قالوا: والله ما نبالي أنت كنت أو ابن عباس؟.

  قال: فإني أجعل الأشتر، فقال الأشعث: وهل ضيق علينا سعة الارض الّا الأشتر.

  فقال علي #: إني أخاف أن يخدع يمنيكم - يعني أبا موسى - فإن عمرا ليس من الله في شيء.

  قال الأشعث: هو أحب إلينا.

  فقال: علي قد أبيتم إلّا أبا موسى؟

  قالوا: نعم. فبعثوا إلى أبي⁣(⁣٢) موسى⁣(⁣٣) فجاء الأحنف بن قيس⁣(⁣٤) إلى علي #


(١) ساقط في (أ).

(٢) نهاية الصفحة [١٦٢ - أ].

(٣) في وقعة صفين: (فبعثوا إلى أبي موسى وقد اعتزل بأرض من أرض الشام يقال لها عرض، واعتزل القتال، فأتاه مولى له)، وقعة صفين ص (٥٠٠). وعرض: بضم أوله سكون ثانيه: بلد بين تدمر والرصافة الشامية.

(٤) هو الأحنف بن قيس السعدي، يعرف بالأحنف واسمه الضحاك يعني أبا بحر، روى عن عمر، والعباس بن عبد المطلب، روى عنه الحسن، وعمر بن جاوان، وعروة بن الزبير، وطلق بن حبيب، وغيرهم. قال العجلي: الأحنف: بصري ثقة كان سيد قومه، انظر: طبقات ابن سعد (٧/ ٩٣)، سير أعلام النبلاء (٤/ ٨٦).