المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[تأريخ ميلاد الحسن والحسين @]

صفحة 334 - الجزء 1

  [استشهاد أمير المؤمنين ~]⁣(⁣١)

  [١٧٩] أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن الأسدي بإسناده عن إسماعيل⁣(⁣٢) بن راشد، قال: من حديث ابن ملجم (لعنه الله) وأصحابه أن عبد الرحمن بن ملجم (لعنه الله) والبرك بن عبد الله وعمرو بن أبي بكر التميمي اجتمعوا بمكة، فذكروا أمر الناس وعابوا عمل ولاتهم، ثم ذكروا أمر أهل النهروان⁣(⁣٣) فترحموا عليهم، وقالوا: والله ما نصنع بالبقاء بعدهم شيئا، فلوا اشترينا لله أنفسنا وأتينا أئمة الضلالة فالتمسنا قتلهم وأرحنا منهم البلاد.

  قال ابن ملجم: أنا أكفيكم علي بن أبي طالب.

  وقال البرك: أنا أكفيكم معاوية.

  قال عمرو بن بكر: أنا أكفيكم عمرو بن العاص، فتعاهدوا على ذلك واتّعدوا ليلة تسعة عشر من رمضان، الليلة التي ضرب فيها ابن ملجم (لعنه الله) عليا #، فأقبل كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه، فأما ابن ملجم (لعنه الله) فلقي أصحابه بالكوفة فكاتمهم أمره حتى إذا أتى ذات يوم أصحابا له من تيم الرباب، وقد كان علي # قتل منهم عدة يوم النهروان، فلقي من يومه ذلك امرأة يقال لها: قطام بنت شجنة، وكان علي # قتل أباها وأخاها يوم النهروان، وكانت جميلة، فلما رآها التبست بقلبه فخطبها، فقالت: لا أتزوجك حتى تشتفي لي.

  قال: وما تشائين؟

  قالت: ثلاثة آلاف، وعبدا وقينة، وقتل علي بن أبي طالب.

  فقال: والله ما جاء بي إلّا قتل علي بن أبي طالب.


(١) انظر: مقاتل الطالبين ص (٤٥) وما بعدها، ابن سعد (٢/ ٢٤)، أعيان الشيعة (١/ ٥٣١)، ومصادره. شرح نهج البلاغة (٦/ ١١٣ - ١٢٦).

(٢) نهاية الصفحة [١٧٣ - أ].

(٣) في (أ): أهل النهر.