[تأريخ ميلاد الحسن والحسين @]
  قالت: فإني أطلب لك من يساعدك، وبعثت إلى رجل يقال له: وردان فكلمته فأجابها، وأتى ابن ملجم (لعنه الله) شبيب بن بجرة(١)، ويقال: شبث، وقال: هل لك في قتل علي؟
  فقال: ثكلتك أمك كيف تقدر(٢) عليه؟
  قال: أكمن له في المسجد، فإذا خرج لصلاة الغداة شددنا عليه.
  قال: ويحك لو كان غير علي كان أهون.
  قال: أما تعلم أنه قتل أهل النهروان العباد المصلين.
  قال: بلى.
  قال: نقتله بمن قتل من إخواننا، فأجابه، فجاءوا حتى دخلوا على قطام، وقال: هذه الليلة التي واعدت فيها صاحبي أن يقتل كل واحد منا صاحبه، ثم أخذوا أسيافهم وجلسوا مقابل السدة التي خرج منها علي #، فخرج ~ لصلاة الغداة فشد عليه شبث فوقع سيفه بعضادة الباب وبالطاق، ولم يصبه وضربه ابن ملجم (لعنه الله) على رأسه، وهرب وردان حتى دخل منزله، فدخل عليه رجل من بني أبيه وهو ينزع السيف والحرير(٣) وأخبره بما كان، فذهب إلى منزله وأخذ سيفه وعلاه به حتى قتله، وخرج شبث ونجا، وشدوا على ابن ملجم (لعنه الله) وأخذوه.
  يقال: إنه أتى تلك الليلة الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن جبلة بن معاوية(٤) وكان
(١) هو شبيب بن بحرة الأشجعي، من الخوارج من أهل الكوفة اشترك مع عبد الرحمن بن ملجم (لعنه الله) في مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # سنة (٤٠ هـ) في الكوفة، ضربه بالسيف أولا وتلاه ابن ملجم، فكانت ضربة هذا في وسط رأسه، وأكثر المؤرخين على أن شبيبا هرب في عمار الناس بعد جرحه أمير المؤمنين واختفى أثره، انظر: الكامل لابن الأثير حوادث سنة (٤٠ هـ)، أعيان الشيعة (١/ ٥٣١) وما بعدها، المشروع الروي (١/ ٧٩)، التاج (٣/ ٢٦)، تاريخ الإسلام للذهبي (٢/ ٢٠٦)، الأعلام (٣/ ١٥٦).
(٢) نهاية الصفحة [١٧٤ - أ].
(٣) قوله: والحرير ذكر في القصة أنها (لعنها الله) ربطت صدورهم بحرير وذلك فيما يزعم أن الربط بقطع الحرير على صدورهم يشدد من قلوبهم.
(٤) انظر مقولة الأشعث لابن ملجم مقاتل الطالبين ص (٤٧).