المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[خروجه # إلى الشام]

صفحة 348 - الجزء 1

  وكتب معاوية إلى قيس بن سعد يدعوه إلى مثل ما دعا إليه عبيد الله، ويعطيه ألف ألف درهم⁣(⁣١)، فقال لرسوله: قل له: لا والله لا أنثني عن شيء إلّا عن الرمح بيني وبينك.

  وكتب إلى معاوية: إنما أنت وثن من أوثان مكة دخلت في الإسلام كرها وخرجت منه طائعا، والله لو سرت إلي شبرا لأسيرن إليك ذراعا، ولئن سرت إليّ ذراعا لسرت إليك باعا، ولئن سرت باعا لأهرولن إليك⁣(⁣٢).

  قال: وخرج الحسن بن علي # في نصف ذي الحجة في خمسة وعشرين ألفا حتى نزل المدائن.

  [١٨٢] قال إبراهيم بن محمد الثقفي فحدثنا أبو إسحاق البجلي بإسناده عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي أن معاوية كتب حينئذ إلى رءوس من مع الحسن بن علي: أن قيس بن سعد قد بايعني، وجعل يكتب إلى الرجل منهم لك أرض كذا وكذا حتى بايعوه، وثاروا بالحسن # ذات عشية فطعنه رجل منهم طعنة في جنبه⁣(⁣٣)، وثار إلى القصر الأبيض ليدخله فمد رجل منهم يده إلى ثوبه فانتزعه عن ظهره، وتناول آخر طنفسة⁣(⁣٤) فحصروه في القصر،


(١) في المقاتل: وكتب معاوية إلى قيس يدعوه ويمنيه، فكتب إليه قيس: لا والله لا تلقاني أبدا إلا وبيني وبينك الرمح. فلما اطلع معاوية على رد قيس كتب إليه (أما بعد، فإنما أنت يهودي ابن يهودي تشقي نفسك، وتقتلها فيما ليس لك، فإن ظهر أحب الفريقين إليك نبذلك وغدرك، (والمقاتل: عزلك) وإن ظهر أبغضها إليك نكل بك، وقتلك، وقد كان أبوك أوتر غير قوسه ورمى غير غرضه، فأكثر الحز وأخطأ المفصل فخذله قومه، وأدركه يومه فمات بحوران طريدا غريبا والسلام). المقاتل ص (٧٤)، شرح النهج (١٦/ ٤٣).

(٢) رد قيس بن سعد بن عبادة على معاوية على الكتاب المشار إليه في الحاشية السابقة، أورده في مقاتل الطالبيين ص (٧٤)، وشرح النهج للمعتزلي (١٦/ ٤٣)، وذلك على النحو التالي (أما بعد: فإنما أنت وثن وثن، دخلت في الإسلام كرها، وأقمت عليه فرقا، وخرجت منه طوعا، ولم يجعل الله لك فيه نصيبا، لم يقدم إسلامك، ولم يحدث نفاتك، ولم تزل حربا لله ورسوله وحزبا من أحزاب المشركين فأنت عدو الله ورسوله والمؤمنين من عباده - وذكرت أبي، ولعمري ما أوتر إلا قوسه، ولا رمى إلا غرضه، فشغب عليه من لا تشق غباره، ولا يبلغ كعبه، وكان أمرأ مرغوبا عنه، مزهودا فيه. وزعمت أني يهودي ابن يهودي وقد علمت وعلم الناس أني وأبي من أنصار الدين الذي خرجت منه، وأعداء الدين الذي دخلت فيه، وصرت إليه والسلام).

(٣) في (أ، د): طعنه على جنبه.

(٤) هي البساط، والنمرقة فوق الرجل.