المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[عهد معاوية لابنه يزيد بالإمارة]

صفحة 355 - الجزء 1

  وما لي وما لك يا بن أبي تراب، فلم يزل كذلك أياما ويزيد⁣(⁣١) معه، ويقول: يا أبه إلى من تكلني عجّل بالبيعة لي وإلا والله أكلت، أتعلم ما لقيت من أبي تراب وآله.

[عهد معاوية لابنه يزيد بالإمارة]

  قال: ومعاوية يتململ في الفراش ويتفكر فيما عقد عليه للحسن والحسين (@) إذ كان عند مهادنته الحسن عقد أن يكون الأمر من بعده للحسن ثم للحسين من بعد الحسن، فلما كان اليوم الخامس دخل عليه أهل الشام، فرأوه ثقيلا فبادروا إلى الضحاك بن قيس⁣(⁣٢) وكان صاحب شرطة معاوية ومسلم بن عقبة⁣(⁣٣)، فقالوا: ما تنتظران، ذهب والله


(١) هو: يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أمية، أبو خالد القرشي الأموي الدمشقي، قال: الذهبي: له على هناته حسنة، وهي غزو القسطنطينية، وكان أمير ذلك الجيش - وهذا القول من الذهبي فيه نظر، ويقول في موضع آخر: ويزيد ممن لا نسبه، ولا نحبه، ونقول للذهبي ردا على ذلك ما قاله المقبلي:

وشاهدي كتب أهل الرفض أجمعهم ... والناصبين كأهل الشام كالذهبي

وقول المتنبي:

سميت بالذهبي اليوم تسمية ... مشتقة من ذهاب العقل لا الذهب

كان ناصبيا فظا، غليظا جلفا، يتناول المسكر، ويفعل المنكر افتتح مكة بمقتل الشهيد الحسين، ولد سنة خمس أو ست وعشرين، أمه ميسون بنت بجدل الكلبية، روى عن أبيه، وعنه ابنه خالد، وعبد الملك بن مروان، جعله أبوه ولي عهده، توفي سنة (٦٤ هـ)، انظر: المعارف (٣٥١)، تاريخ اليعقوبي (٢/ ٢١٥)، مروج الذهب (٢/ ٥٦٧)، جمهرة أنساب العرب (١٠٣)، الكامل في التاريخ لابن الأثير (٤/ ١٢٦)، منهاج السنة (٢/ ٢٣٧)، تاريخ الإسلام (٣/ ٩١)، العبر (١/ ٦٩)، البداية والنهاية (٨/ ٢٢٦)، تهذيب التهذيب (١١/ ٣٦٠)، لسان الميزان (٦/ ٢٩٣)، القلائد الجوهرية (٢٦٢)، تاريخ الخميس (٢/ ٣٠٠)، شذرات الذهب (١/ ٧١)، رغبة الآمل (٤/ ٨٣) و (٥/ ١٢٩)، سير أعلام النبلاء (٤/ ٣٥)، تاريخ الخلفاء للسيوطي (ص ٢٠٥ - ٢١٠)، الأعلام (٨/ ١٨٩)، ولابن تيمية (سؤال في يزيد بن معاوية) ط، قيد الشريد من أخبار يزيد، قال الزركلي (مخطوط) بذر الكتب المعرية (٥/ ٣٠٠)، يزيد بن معاوية، عمر أبي النصر (النصب والنواصب، انظر الفهارس.

(٢) هو: الضحاك بن قيس بن خالد، أبو أمية، وقيل: أبو أنيس، وقيل: أبو سعيد، حدث عنه معاوية بن أبي سفيان، وسعيد بن جبير، والشعبي، وسماك بن حرب، وأبو إسحاق السبيعي، وآخرون، شهد فتح دمشق، وكان على عسكر الإمام علي (كرم الله وجهه) يوم صفين، قال الواقدي: قتلت قيس بمرج راهط مقتلة لم تقتلها قط في نصف ذي الحجة سنة أربع وستين، انظر: سير أعلام النبلاء (٣/ ٢٤١ - ٢٤٥)، طبقات ابن سعد (٧/ ٤١٠)، طبقات خليفة (ت ١٦٣)، المحبر (٢٩٥، ٣٠٢)، التاريخ الكبير (٤/ ٣٣٢)، المعارف (٤١٢).

(٣) هو: مسلم بن عقبة بن رباح المري، أبو عقبة قائد من الدهاة القساة في العصر الأموي. أدرك النبي ÷ وشهد صفين مع معاوية، وكان فيها على الرجالة، وقلعت بها عينه وولاه يزيد بن معاوية قيادة الجيش الذي أرسله للانتقام من أهل المدينة بعد أن أخرجوا عامله، فغزاها وآذاها وأسرف فيها قتلا ونهبا في وقعة الحرة، فسماه أهل الحجاز (مسرفا)، وأخذ ممن بقي فيها البيعة ليزيد، وتوج بالعسكر إلى مكة ليحارب ابن الزبير لتخلفه عن البيعة ليزيد، فمات في الطريق بمكان يسمى المسلل، ثم نبش قبره وصلب في مكان دفنه، وينسب إلى مرة بن عوف، انظر: الأعلام (٧/ ٢٢٢)، الاشتقاق لابن دريد (١٧٤)، المعارف (١٥٣)، الإصابة ت (٨٤١٤)، (٣/ ٤٩٣ - ٤٩٤)، تاريخ الطبري (٧/ ١٤) نسب قريش (١٢٧)، وانظر فهرسته.