المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[عهد معاوية لابنه يزيد بالإمارة]

صفحة 357 - الجزء 1

  آل أبي تراب⁣(⁣١)، فمن قرئ عليه هذا الكتاب وقبله وبادر إلى طاعة أميره⁣(⁣٢) أكرم وقرب، ومن تلكأ عليه⁣(⁣٣) وامتنع فضرب الرقاب، فلما خرجوا من عنده أقبل على يزيد وقال: يا بني إني قد وطأت لك البلاد، وأذللت الرقاب وبوئت بالأوزار⁣(⁣٤)، ولست أخاف عليك من هذه الأمة إلّا أربعة نفر من قريش: فرخ أبي تراب شبيه أبيه، وقد عرفت عداوته وعداوة آله لنا، وعبد الله بن عمر⁣(⁣٥)، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر⁣(⁣٦).

  فأما عبد الرحمن بن أبي بكر فمغرى بالنساء، فإن بايعك الناس بايعك، وأما ابن عمر فما أظن أنه يقاتلك ولا يصلح لها، فإن أباه كان أعرف به، وقد قال: كيف أستخلف رجلا لم يحسن أن يطلق امرأته.

  وأما الحسين بن علي فإن أهل العراق لا يدعونه حتى يخرجوه عليك ويكفيكه الله بمن قتل أباه، وأما ابن الزبير فإن أمكنتك الفرصة فقطعه إربا إربا فإنه يجثم جثوم الأسد ويروغ روغان الثعلب.

  قال: وكتب إلى ابن أخيه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان⁣(⁣٧) إلى المدينة يأمره بأخذ البيعة ليزيد من أهل الحجاز، وأن يدعو هؤلاء النفر ولا يفارقهم دون البيعة له، ومن أبى منهم قتله؛ فدعا


(١) في (ب): آل أبي طالب.

(٢) في (ب): أميره.

(٣) في (ب): ومن تلكأ عنه.

(٤) في (ب، ج): وتبوأت بالأوزار.

(٥) نهاية الصفحة [١٨٩ - أ].

(٦) هو: عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق شقيق عائشة بنت أبي بكر، حضر بدرا مع المشركين، أسلم، وهاجر قبيل الفتح وأما جده أبو قحافة فتأخر إسلامه إلى يوم الفتح وكان من الطلقاء، وكان أسن أولاد أبي بكر، روى عنه ابناه: عبد الله وحفصة، وأبو عثمان النهدي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وآخرون، توفي سنة ثلاث وخمسين، انظر: سير أعلام النبلاء (٢/ ٤٧١ - ٤٧٣)، طبقات خليفة (١٨، ١٨٩)، التاريخ الكبير (٥/ ٢٤٢)، المعارف (١٧٣، ١٧٤، ٢٣٣، ٥٩٢)، تاريخ الفسوي (١/ ٢١٣، ٢٨٥)، الاستيعاب (٢/ ٨٢٥)، أسد الغابة (٣/ ٤٦٦)، الإصابة (٦/ ٢٩٥).

(٧) ولي لعمه معاوية المدينة وولي الموسم مرات، وقيل: إنهم أرادوه على الخلافة فطعن فمات بعد موت معاوية بن يزيد، وقيل: إنه قدم للصلاة على معاوية فأخذه الطاعون في الصلاة، فلم يرفع إلا وهو ميت، انظر: سير أعلام النبلاء (٣/ ٥٣٤)، المجير (٨٥، ٤٤١)، الجرح والتعديل (٩/ ١٢)، العقد الثمين (٧/ ٣٩١)، شذرات الذهب (١/ ٧٢).