المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[خروج الحسين السبط # إلى العراق]

صفحة 366 - الجزء 1

[خروج الحسين السبط # إلى العراق]

  فلمّا هم بالخروج (¥) تلقاه ابن الزبير فقال: إلى أين تذهب، إلى قوم قتلوا أباك وخذلوا أخاك، قال: وإنما قالها لأنه كره أن يكون الأمر له⁣(⁣١).

  قال: وقدم الحسين # إلى العذيب⁣(⁣٢) في مائة من ولد النبي ÷ ستون فارسا وأربعون راجلا⁣(⁣٣)، فلقيه رجل من أهل الكوفة من بني أسد يقال له: الحر بن يزيد الرياحي⁣(⁣٤) في ألف فارس قد⁣(⁣٥) وجه ليجعجع - أي يضيق - وجه الأرض بالحسين # فصار أمام الحسين يمنعه الخروج نحو الكوفة، وقال: إنه أمر بذلك، وجعل يحذره القتال ويعرض عليه المسير إلى عبيد الله بن زياد ويقول: أنشدك الله في نفسك وأهل بيتك⁣(⁣٦).

  فقال #: أبا لموت تخوفني، ما مثلي ومثلك⁣(⁣٧) إلّا كما قال أخو الأوس وقد خرج يريد نصر رسول الله فقيل: لا تسيرن إلى هذا الرجل فتقتل، فأنشأ يقول⁣(⁣٨):


(١) قال في مقاتل الطالبيين (١١٠): (ولقية عبد الله بن الزبير في تلك ولم يكن شيء أثقل عليه من مكان الحسين بالحجاز، ولا أحب إليه من خروجه إلى العراق طمعا في الوثوب بالحجاز وعلما بأن ذلك لا يتم له إلا بعد خروج الحسين).

(٢) موضع بظاهر الكوفة.

(٣) في (أ): رجّالا.

(٤) هو: الحر بن يزيد التميمي اليربوعي، قائد من أشراف تميم أرسله الحصين بن نمير التميمي، في ألف فارس من القادسية لاعتراض سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي في نصرة الكوفة فالتقى به، ولما أقبلت خيل الكوفة تريد قتل الحسين وأصحابه أبى الحر أن يكون منهم فأنصرف إلى الحسين فقاتل بين يديه قتالا عجيبا حتى قتل، انظر: الأعلام (٢/ ١٧٢)، المسعودي (٥/ ١٤٢ طبعة باريس)، ابن الأثير (٤/ ١٩) وما بعدها، سفينة البحار (١/ ٢٤٢)، البداية النهاية (٨/ ١٧٢) وما بعدها، تاريخ الطبري حوادث سنة (٦١).

(٥) نهاية الصفحة [١٩٤ - أ].

(٦) انظر: مقاتل الطالبيين ص (١١١، ١١٢)، ابن الأثير (٤/ ١٩)، تاريخ الطبري (٤/ ٣٠٣) وما بعدها، الفتوح (٥/ ١٣٤) وما بعدها، المفيد (٦١ - ٦٥)، في رحاب أئمة أهل البيت المجلد (٢) الجزء (٣) ص (٩٥) وما بعدها.

(٧) في (أ، د): ما مثلي ومثلكم.

(٨) الأبيات في تاريخ الطبري، وانظر المفيد في ذكر السبط الشهيد ص (٦٢ - ٦٣)، في رحاب أئمة أهل البيت المجلد (٢) الجزء (٣) ص (٩٧).