[استشهاد الحسين السبط #]
  سأمضي وما بالموت عار على الفتى ... إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما
  وواسى الرجال الصالحين بنفسه ... وفارق مثبورا وخالف مجرما
  فإن مت لم أندم وإن عشت لم ألم ... كفى بك ذلا(١) أن تعيش وترغما
  وسار # حتى نزل قصر بني مقاتل(٢) والحر لا يفارقه، فبينا هم كذلك إذ ورد على الحر كتاب ابن زياد أن جعجع بالحسين وأصحابه حتى يأتيك كتابي هذا، ولا تخله أبدا إلّا بالعراء(٣).
  فقال الحسين #: ننزل تلك القرية يعني الغاضرية(٤) قال: لا أستطيع ذلك فسار والحر ينازعه حتى انتهى إلى موضع المعركة، فقال: ما هذا؟
  فقالوا: كربلاء.
  قال: ذات كرب وبلاء، ومنعه الحر تجاوزه، فحطت أثقاله وصبحه عمر بن سعد من غده في أربعة آلاف من الكوفة من قبل ابن زياد(٥).
[استشهاد الحسين السبط #]
  وكان من قصته أن عبيد الله بن زياد ولّاه الرّي وأرض دستبى(٦) وأمره(٧) بالمسير، فخرج
(١) في (ب، ج): كفى بك داء.
(٢) قصر بني مقاتل: كان بين عين التمر والشام، وقال السكوني: هو قرب القطقطانة وسلام ثم القريات، منسوب إلى مقاتل بن حسان بن ثعلبة بن أوس معجم البلدان (٤/ ٣٦٤).
(٣) كتاب عبيد الله بن زياد أورده الطبري في تاريخه بلفظ (أما بعد فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي فلا تنزل إلا بالعراء في غير حصن، وعلى غير ماء وقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتى يأتي بإنفاذك أمري والسلام. تاريخ الطبري (٤/ ٣٠٨). المفيد ص (٦٥).
(٤) الغاضرية: منسوبة إلى غاضرة بن أسد وهي قرية من نواحي الكوفة قريبة من كربلاء. معجم البلدان (٤/ ١٨٣).
(٥) انظر: تاريخ البخاري (٤/ ٣٠٩)، ففيه ما ذهب إليه المؤلف، المفيد ص (٦٥)، وما بعدها، في رحاب أئمة أهل البيت (٢/ ٣ / ١٠٠) وما بعدها.
(٦) الري: كورة معروفة تنسب إلى الجبل. أقرب إلى خرسان افتتحها ابن كعب الأنصاري في ولاية عمر بن الخطاب، بها وادي عظيم يقال له: نهر موسى، انظر الروض المعطار ص (٢٧٨، ٢٧٩). أما دستبى، فكورة كبيرة كانت مقومة بين الري وهمذان، وقسم منها يسمى دستبى الرازي، وهو يقارب التسعين قرية، وقسم منها يسمى دستبي همذان، وهو عدة قرى، معجم البلدان (٣/ ١١٦) وما بعدها.
(٧) نهاية الصفحة [١٩٥ - أ].