المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[بيعته وخروجه #]

صفحة 387 - الجزء 1

  هشام بن عبد الملك وزيد يومئذ بالرصافة، فدعاه هشام فذكر له ذلك وأمره أن يأتي يوسف، فقال له زيد: ما كان يوسف صانعا بي فاصنعه، فأبى هشام، فقال ليوسف: إن أقام خالد بن عبد الله على زيد بينة فخذه به، وإلّا فاستحلف زيدا ما استودعه شيئا ثم خل سبيله.

  فقدم زيد على يوسف، فأرعد له وأبرق، فقال زيد: دعني من إرعادك وإبراقك، فلست من الذين في يدك⁣(⁣١) تعذبهم، اجمع بيني وبين خصمي واحملني على كتاب الله وسنة نبيه ÷ لا بسنتك وسنة هشام.

  فاستحيا يوسف وتصاغرت إليه نفسه، وعلم أنه لا يحتمل الضيم، فدعا خالدا، فجمع بينهما فابرأه خالد، فخلى سبيل زيد⁣(⁣٢)، وقال لخالد: يا بن اليهودية أفعلى أمير المؤمنين كنت تفتعل.

  [١٩٨] أخبرنا⁣(⁣٣) علي بن الحسين بن الحارث الهمداني بإسناده عن أبي معمر سعيد بن خثيم، عن⁣(⁣٤) زيد بن علي # قال: لما لم يكن ليوسف علينا حجة نخس⁣(⁣٥) بي إلى الحجاز، وكان هشام كتب إلى يوسف بذلك، وقال: إني أتخوفه، وكنت أحب المقام بالكوفة للقاء الإخوان⁣(⁣٦)، وكثرة شيعتنا فيها، وكان يوسف يبعث إلي يستحثني على الخروج، فأتعلل وأقول: إني وجع⁣(⁣٧) فيمكث ثم يسأل عني، فيقال: هو مقيم بالكوفة.


(١) في (أ): في يديك.

(٢) الخبر في تهذيب ابن عساكر (٦/ ٢٢ - ٢٣) ومقاتل الطالبيين (١٣٠ - ١٣١)، الفتوح (٨/ ١٠٨) وما بعدها.

(٣) السند هو: أخبرنا علي بن الحسين بن الحارث الهمداني، قال: حدثنا الحسن بن علي بن هاشم الأسدي قال: حدثنا أحمد بن راشد، قال: حدثنا أبو معمر سعيد بن خيثم، عن زيد بن علي.

(٤) في (ب): قال: حدثني.

(٥) أي أبعده، يقال: نخس الدابة نخسا، طعن مؤخرها أو جنبها بالمنخاس لتنشط، ويقال: نخس الرجل وبه هيجة وأزعجه أو طرده، لسان العرب مادة (نخس).

(٦) نهاية الصفحة [٢٠٩ - أ].

(٧) في (ب، ج): أنا وجع.