المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[استشهاد الإمام زيد بن علي #]

صفحة 395 - الجزء 1

  علم أبي علي بن الحسين، وعلم عمي الحسن، وعلم جدي الحسين $ وعلم علي بن أبي طالب وصي رسول الله وعيبة علمه، وإني لأعلم أهل بيتي، والله ما كذبت كذبة منذ عرفت يميني من شمالي، ولا انتهكت محرما منذ عرفت أن الله يؤاخذني، هلموا فسلوني.

  قال: ثم سار حتى انتهى⁣(⁣١) إلى الكناسة، فحمل على جماعة من أهل الشام كانوا بها، ثم سار إلى الجبّانة، ويوسف بن عمر يومئذ مع أصحابه على التل، فشد بالجمع على زيد وأصحابه.

  قال أبو معمر: فرأيته # شد عليهم كأنه الليث حتى قتلنا منهم أكثر من ألفي رجل ما بين الحيرة⁣(⁣٢) والكوفة، وتفرقنا فرقتين، فكنا من أهل الكوفة أشد خوفا.

  قال أبو معمر: فلما كان يوم الخميس حاصت حيصة منهم، فقتلنا منهم أكثر من مائتي رجل، فلما جنّ علينا الليل ليلة الجمعة كثر فينا الجراح واستبان فينا الفشل⁣(⁣٣)، وجعل زيد # يدعوا، وقال: اللهم إن هؤلاء يقاتلون عدوك وعدو رسولك ودينك الذي ارتضيته لعبادك، فاجزهم أفضل ما جازيت أحدا من عبادك المؤمنين.

  ثم قال لنا: أحيوا ليلتكم هذه بقراءة القرآن والدعاء والتهجد، والتضرع إلى الله تعالى، فلا أعلم والله أنه أمسى على الأرض عصابة أنصح⁣(⁣٤) لله ولرسوله وللإسلام منكم⁣(⁣٥).

[استشهاد الإمام زيد بن علي #]

  [٢٠٣] وحدثنا⁣(⁣٦) محمد بن جعفر القرداني بإسناده عن أبي مخنف قال: فلما كان من


(١) من (ب، ج): أتى.

(٢) الحيرة: مدنية كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النجف. معجم البلدان (٢/ ٣٢٨ - ٣٣١).

(٣) في تيسير المطالب: واستبان فينا الشغل.

(٤) نهاية الصفحة [٢١٥ - أ].

(٥) الخبر أخرجه الإمام أبو طالب في تيسير المطالب بسنده ولفظه ص (١٠٣ - ١٠٤).

(٦) السند في (ب): قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد قال: حدثنا أبي عن أبي المنة وهو سند آخر.