[استشهاد الإمام زيد بن علي #]
  الغد غداة الجمعة دعا يوسف بن عمر الريان بن سلمة فأتاه في غير سلاح فقال: قبحك الله من صاحب حرب(١)، ثم دعا العباس بن سعد المزني، فبعثه في أهل الشام إلى زيد بن علي في دار الرزق، وخرج زيد بن علي # في أصحابه فلما رآهم العباس بن سعد نادى بأهل الشام: الأرض الأرض.
  لأنه لم يكن له رجّالة، فنزل كثير فاقتتلوا قتالا شديدا.
  وقال أبو معمر في حديثه: فشددنا على الصف الأول حتى فضضناه، ثم على الثاني، ثم على الثالث، وهزمناهم، وجعل زيد بن علي # يقول: {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ}[آل عمران: ١٥٨] وجعلوا يرمونه فأصابته ثلاث عشرة نشابة.
  قال: فبينا نحن نكارّهم إذ رمي # بسهم في جبينه الأيسر، فخالط دماغه حتى خرج من قفاه. فقال: الشهادة في الله والحمد لله الذي رزقنيها.
  ثم قال: ادعوا لي القين(٢)، فحملناه على حمار إلى بيت امرأة همدانية(٣).
  [٢٠٤] أخبرنا(٤) علي بن الحسين بن سليمان البجلي بإسناده عن أبي معمر قال: كنت جالسا بين يدي زيد بن علي # وهو في كرب الموت، فقال لي: أدعوا لي يحيى، فدعوناه، فلما دخل جمع قميصه في كفه، وجعل يمسح ذلك الكرب عن وجه أبيه، وقال:
(١) في تاريخ الطبري (أف لك من صاحب خيل اجلس)، وفي المقاتل (أف لك من صاحب خيل)، تاريخ الطبري (٥/ ٥٠٢)، مقاتل الطالبيين (١٣٥).
(٢) في (أ): ادعوا إلي القين.
(٣) في مقاتل الطالبيين: وانطلق ناس من أصحابه فجاءوا بطبيب يقال له سفيان فقال له: إنك إن نزعته من رأسك مت ... إلخ، مقاتل الطالبيين ص (١٣٧). وفي الطبري: «وانطلق أصحابه فجاءوا بطبيب يقال له شقير مولى لبني رؤاس فانتزع النصل من جبهته»، تاريخ الطبري (٥/ ٥٠٣)، وفيه أيضا «وأدخل بيت حران بن كريمة مولى لبعض العرب في مكة البريد في دور أرحب وشاكر، وفي الفتوح (فاحتمل هذا أدخل إلى دار رجل من أهل همدان)، الفتوح (٨/ ١٢١).
(٤) في (ب): حدثنا أبو معمر.