المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[إخبار الإمام علي # بما سيجري لولده زيد]

صفحة 398 - الجزء 1

  فيه، ويجروا عليه الماء، فأخذوا برأيي، فانطلقنا ودفناه وأجرينا عليه الماء، ومعنا سندي⁣(⁣١) فذهب إلى الحكم بن الصامت من الغد يوم السبت، فبعث إلى ذلك الموضع واستخرج زيدا # وحز رأسه، وسرح به إلى يوسف بن عمر، فأمر بجثته، فصلبت في الكناسة هو ونصر بن خزيمة ومعاوية بن إسحاق الأنصاري.

[إخبار الإمام علي # بما سيجري لولده زيد]

  [٢٠٥] أخبرنا⁣(⁣٢) عبد الرحمن بن الحسن بن عبيد الأسدي القاضي، بإسناده⁣(⁣٣) عن ابن عباس قال: مرّ علي # بالكناسة في نفر من أصحابه فبكى وبكوا من بكائه، فقيل له: يا أمير المؤمنين، ما يبكيك، وما قصتك؟

  قال: أخبرني حبيبي رسول الله: «أن رجلا من ولدي يصلب هاهنا⁣(⁣٤) لا ترى الجنة عين رأت عورته»⁣(⁣٥).

  [٢٠٦] أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي بإسناده عن خالد بن بكير بن خالد بن إسماعيل مولى آل الزبير قال: ذهبت مع عمي محمد بن إسماعيل إلى الكناسة فرأيت زيد بن علي # مصلوبا عريانا، فقال لي عمي: اشهد يا بني أني كنت عند علي بن


(١) قيل: عبد حبشي كان مولى لعبد الحميد الرؤاسي، وكان معمر بن خثيم قد أخذ صفقته لزيد، وقال يحيى بن صالح: هو مملوك لزيد سندي، وكان حضرهم، وقال أبو مخنف عن الهميس: كان نبطي يسقي زرعا له حين وجبت الشمس، فرآهم حيث دفنوه، انظر: تاريخ الطبري (٥/ ٥٠٣)، مقاتل الطالبيين ص (١٣٨)، الفتوح (٨/ ١٣٢).

(٢) السند هو: حدثنا عبد الرحمن بن الحسن بن عبيد الأسدي، قال: حدثنا خلف بن بكر بن نصر، عن عراك بن مالك، عن عبد الله بن عبد الله بن عقبة بن مسعود، عن ابن عباس.

(٣) في (ب) بإسناده عن سعيد بن جبير.

(٤) نهاية الصفحة [٢١٧ - أ].

(٥) الحديث أخرجه صاحب مقاتل الطالبيين ص (١٢٧)، قال: حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: أخبرنا خالد بن عيسى أبو زيد العكلي عن عبد الملك بن أبي سلمان قال: قال رسول الله ÷ لا يقتل رجل من أهل بيتي فيصلب لا ترى الجنة عين رأت عورته». وهناك روايات أخرى حول الموضوع، انظر نفس المصدر ص (١٢٧ - ١٢٨).