المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[ما صنع بالجسم والرأس الشريفين بعد استشهاده]

صفحة 397 - الجزء 1

  أبشر يا ابن رسول الله، تقدم على رسول الله وعلي والحسن والحسين وخديجة وفاطمة⁣(⁣١) وهم عنك راضون.

  قال: صدقت يا بني فما في نفسك؟

  قال: أن أجاهد القوم والله إلّا أن لا أجد أحدا يعينني.

  قال: نعم يا بني جاهدهم، فو الله إنك لعلى الحق وهم على الباطل⁣(⁣٢)، وإن قتلاك في الجنة وقتلاهم في النار.

[ما صنع بالجسم والرأس الشريفين بعد استشهاده]⁣(⁣٣)

  قال أبو مخنف في حديثه: حدثني سلمة بن ثابت، وكان مع زيد بن علي #: أنه دخل عليه ~ فجاءوه بطبيب يقال له سفيان فانتزع النصل من جبينه؛ وأنا أنظر، فما عدا أن انتزعه حتى قضى نحبه⁣(⁣٤).

  فقال له أصحابه: أين ندفنه؟

  قال بعضهم: نحتز رأسة، ونطرحه بين القتلى فلا يعرف.

  قال ابنه: والله لا أجعل جسد أبي طعاما للكلاب⁣(⁣٥).

  وقال بعضهم: ندفنه بالعباسية، فأشرت عليهم أن ينطلقوا به إلى موضع قد احتفر فيدفنوه


(١) نهاية الصفحة [٢١٦ - أ].

(٢) في (ب، ج): إنك لعلى الحق وإنهم لعلى الباطل.

(٣) انظر: مقاتل الطالبيين ص (١٣٨ - ١٣٩)، المحبر (٤٨٣)، الطبري (٥/ ٥٠٤) وما بعدها، تهذيب تاريخ ابن عساكر (٦/ ٢٦ - ٢٧)، سير أعلام النبلاء (٥/ ٣٨٩) وما بعدها، الروض المعطار ص (٤٩٥ - ٤٩٦)، الأعلام (٣/ ٥٩)، الآثار الباقية للبيروني (٣٣)، التبيان لبديعة البيان (خ)، الحور العين (١٨٦)، الفتوح (٨/ ١٢١ - ١٢٢).

(٤) انظر مقاتل الطالبيين ص (١٣٧).

(٥) نفس ما في مقاتل الطالبيين ص (١٣٥)، تاريخ الطبري (٥/ ٥٠٣).