المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[مولد الإمام يحيى بن زيد @]

صفحة 409 - الجزء 1

  يحيى بن زيد # قال: إن ممن يصف هذا الأمر، ويزعم أنه من أهله، من لا خلاق لهم، ذلك أن صدورهم ضيقة به حرجة فيه تنطق به ألسنتهم، ولم تعتقد عليه قلوبهم، فإذا اجتمع القول واليقين والعمل فوصف اللسان وانشرح به الصدر وعقد عليه القلب باليقين تسارعت النفس إليه بالعمل، فذلك المؤمن عند الله جل ثناؤه، وذلك معنا ومنا.

  [٢١٦] وأخبرنا عبد الله بن محمد التيمي بإسناده عن سلمة بن ثابت الليثي⁣(⁣١)، وكان مع زيد بن علي # يقاتل معه، وكان آخر من انصرف من الناس يومئذ هو وغ لام لمعاوية بن إسحاق ¦ قال: أقبلت أنا وصاحبي نقصّ أثر زيد بن علي # فنجده قد أنزل وأدخل بيت [حرّان بن] أبي كريمة، في سكة البريد، في دور أرحب وشاكر.

  قال سلمة: فدخلت عليه فقلت: جعلني الله فداك، كيف أنت؟ وقد انطلق أصحابه فجاءوه بطبيب يقال له سفيان مولى لبني أوس⁣(⁣٢)، فانتزع النصل من جبهته فلم يلبث أن قضى.

  فذكر في دفنه ما قدمناه⁣(⁣٣).

  قال: ثم انصرفنا حتى أتينا جبانة السبيع ومعنا ابنه يحيى # فلم نزل بها وتصدع الناس، فبقيت في رهط معه لا يكونون عشرة⁣(⁣٤)، فقلت له: يا هذا، الصبح قد غشيك، أين تريد؟

  - ومعه أبو الصبار [العبدي] - قال: أريد النهرين⁣(⁣٥).


(١) يروي عنه أبو مخنف، وكان من أصحاب الإمام زيد يقاتل معه، وآخر من انحرف عنه، انظر مقاتل الطالبيين ص (١٣٧).

(٢) في الطبري: ويقال له شغير - مولى لبني رواس.

(٣) انظر: مقاتل الطالبيين ص (١٣٧)، الطبري (٨/ ٢٧٥)، ابن الأثير (٥/ ٩٧)، والرواية بنصها عن أبي مخنف عن سلمة بن ثابت، مقاتل الطالبيين ص (١٣٧،) وما بعدها، (١٤٦).

(٤) في المقاتل - رجع وأقام بجبانة السبيع، وتفرق الناس عنه فلم يبق معه إلّا عشرة نفر، قال: سلمة بن ثابت: فقلت له: أين تريد؟ قال: أريد النهرين، ومعه الصبار العيدي، مقاتل الطالبيين ص (١٤٦).

(٥) نهاية الصفحة [٢٢٢ - أ].