المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[مولد الإمام يحيى بن زيد @]

صفحة 410 - الجزء 1

  فقلت له: إن⁣(⁣١) كنت إنما تريد النهرين - وظننت أنه يريد بتشطط الفرات ويقاتل - فلا تبرح مكانك حتى تقاتلهم أو يقضي الله ما هو قاض.

  فقال: أريد نهري كربلاء.

  قلت: فالنجاء قبل الصبح.

  فخرج من الكوفة، وخرجت أنا وهو وأبو الضبار ورهط معنا، فلما خرجنا من الكوفة سمعنا أذان المؤذنين فصلينا الغداة بالنخيلة، ثم توجهنا سراعا قبل نينوى.

  فقال: إني أريد سابقا مولى بشر بن عبد الملك بن بشر⁣(⁣٢) فأسرع السير.

  فكنت إذا لقيت القوم أستطعمهم، فأطعم الأرغفة فأطعمه إياها فانتهينا إلى نينوى، وقد أظلمنا، فأتينا منزل سابق فاستفتحت الباب.

  فخرج إلينا، فقلت ليحيى #: أما أنا فآتي الفيوم⁣(⁣٣) فأكون به، فإذا بدا لك أن ترسل إلي فارسل، ثم مضيت وخلفته عند سابق، وكان آخر عهدي به.


(١) في (أ): لئن، وفي مقاتل الطالبيين: (إن كنت تريد النهرين فقاتل هاهنا حتى نقتل). مقاتل الطالبيين ص (١٤٦).

(٢) هكذا في مقاتل الطالبيين ص (١٤٦)، وهو مولى لبشر بن عبد الملك بن بشر بن مروان بن الحكم، من أمراء بني أمية قتله المنصور بواسط مع ابن هبيرة سنة (١٣٢ هـ / ٧٥٠ م)، انظر: الأعلام (٢/ ٥٤)، الحلة السيراء (٤٤).

(٣) الفيوم: وفي مقاتل الطالبيين: ومضى سائف إلى الفيوم فأقام به وخلف يحيى في منزلة، قال سلمة: ومضيت وخليته، وكان آخر عهدي به. مقاتل الطالبيين ص (١٤٦)، والفيوم بالفتح وتشديد ثانيه ثم واو ساكنة وميم: هي موضعين، أحدهما بمصر، والآخر موضع قريب من هيت، انظر: معجم البلدان لياقوت (٤/ ٢٨٦ - ٢٨٨).