[مولد الإمام يحيى بن زيد @]
  فقلت له: إن(١) كنت إنما تريد النهرين - وظننت أنه يريد بتشطط الفرات ويقاتل - فلا تبرح مكانك حتى تقاتلهم أو يقضي الله ما هو قاض.
  فقال: أريد نهري كربلاء.
  قلت: فالنجاء قبل الصبح.
  فخرج من الكوفة، وخرجت أنا وهو وأبو الضبار ورهط معنا، فلما خرجنا من الكوفة سمعنا أذان المؤذنين فصلينا الغداة بالنخيلة، ثم توجهنا سراعا قبل نينوى.
  فقال: إني أريد سابقا مولى بشر بن عبد الملك بن بشر(٢) فأسرع السير.
  فكنت إذا لقيت القوم أستطعمهم، فأطعم الأرغفة فأطعمه إياها فانتهينا إلى نينوى، وقد أظلمنا، فأتينا منزل سابق فاستفتحت الباب.
  فخرج إلينا، فقلت ليحيى #: أما أنا فآتي الفيوم(٣) فأكون به، فإذا بدا لك أن ترسل إلي فارسل، ثم مضيت وخلفته عند سابق، وكان آخر عهدي به.
(١) في (أ): لئن، وفي مقاتل الطالبيين: (إن كنت تريد النهرين فقاتل هاهنا حتى نقتل). مقاتل الطالبيين ص (١٤٦).
(٢) هكذا في مقاتل الطالبيين ص (١٤٦)، وهو مولى لبشر بن عبد الملك بن بشر بن مروان بن الحكم، من أمراء بني أمية قتله المنصور بواسط مع ابن هبيرة سنة (١٣٢ هـ / ٧٥٠ م)، انظر: الأعلام (٢/ ٥٤)، الحلة السيراء (٤٤).
(٣) الفيوم: وفي مقاتل الطالبيين: ومضى سائف إلى الفيوم فأقام به وخلف يحيى في منزلة، قال سلمة: ومضيت وخليته، وكان آخر عهدي به. مقاتل الطالبيين ص (١٤٦)، والفيوم بالفتح وتشديد ثانيه ثم واو ساكنة وميم: هي موضعين، أحدهما بمصر، والآخر موضع قريب من هيت، انظر: معجم البلدان لياقوت (٤/ ٢٨٦ - ٢٨٨).