المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[قتال يحيى بن زيد # واستشهاده]

صفحة 420 - الجزء 1

  قال: ثم إن رجلا من بني عنزة⁣(⁣١) يقال له: عيسى مولى لعيسى بن سليمان، رمى يحيى بن زيد # بنشابة وقعت في جبهته فصرعته، وانكسر أصحابه وقتلوا جميعا⁣(⁣٢).

  قال: ومر سورة بن محمد بن عزيز الكندي بيحيى بن زيد # صريعا فاحتز رأسه، وأخذ عيسى العنزي سلبه وغلبه⁣(⁣٣) سورة على الرأس، فانطلق به إلى نصر بن سيار⁣(⁣٤).

  [٤] حدثنا أبو العباس بإسناده عن سلم الحذاء⁣(⁣٥)، قال: كنا مع يحيى بن زيد # والرضوان بخراسان قال: فقدمنا ما نحن إلّا سبعون⁣(⁣٦) أو ثمانون رجلا يوم لقي عمرو بن زرارة.

  قال: وكان لقيه بخراسان.

  قال: فقدمنا يحيى بن زيد في مقدمته، ونحن سبعة عشر فارسا أو ثمانية عشر.

  قال: فلقينا عمرو بن زرارة في أربعة آلاف أو خمسة آلاف، قال: فتلقانا حرب بن محربة أبو نصر⁣(⁣٧) بن حرب.

  قال: فكأني أنظر إلى شيخ ضخم قد جاء براية⁣(⁣٨) فركزها، ثم نادى: يا أيها الناس، إن الأمير عمرو بن زرارة يدعوكم إلى الأمان وهذه راية الأمان، فمن جاءه فهو آمن.

  قال: وكنت⁣(⁣٩) في آخرهم فأضرط به⁣(⁣١٠) الذي كان بين أيدينا.

  قال: فو الله ما أعلم إلّا أني قد سمعتها.


(١) في (ب، ج): رجلا من عنزة.

(٢) في الطبري (فذكروا أن رجلا من عنزة يقال له: عيسى مولى عيسى بن سليمان العنزة رماه بنشابة فأصاب جبهته)، انظر الطبري (٥/ ٥٣٧) وما بعدها.

(٣) في رواية: سلبه وقميصه. وسلبه: كل شيء على الإنسان من اللباس فهو سلب، وعند لفظ: وغلبه نهاية الصفحة [٧٩ - أ].

(٤) بعد استشهاده أرسل نصر بن سيّار رأس الإمام يحيى بن زيد # إلى الوليد بن يزيد.

(٥) سلم الحذاء: روى عن الحسن بن سالم بن أبي الجعد، روى عنه أبو نعيم الفضل بن دكين، وعمرو بن عبد الغفار، الجرح والتعديل (٤/ ٢٦٨ ت ١١٥١)، مقاتل الطالبيين ص (١٤٦).

(٦) في (أ): فقدمنا سبعون، وفي الطبري: (ليس هو إلا في سبعين رجلا.

(٧) ورد الاسم في (ب، ج): حرب أو محربة أبو نصر.

(٨) في (أ، ج، د): برايته.

(٩) في (أ): فكنت.

(١٠) أي صوتوا بأفواههم استهزاء بصاحب الراية.