[كتابه إلى خواص أصحابه]
  ظهره إلّا ظهر نبيه، إن ساماهم بشرفه في أوليته سبق عليهم بفارع غصون مجده، وعواطف شرف من قام عنه من أمهاته، ثم نشأ في حجر من نشأ، يؤدبه بالكتاب إذ غيره يباكر عبادة اللات والعزى، شهد له القلم الجاري بعلمه في حال الفردانية، إذ هو يسارق الصلوات أهله إذ لا قلم جار ولا شهيد على مطيع، ولا عاص غيره يكانف النبي ÷ في مواطنه، ويستريح إليه بأسراره، ويستغديه لهممه(١)، إذ النبي ÷ هو المستوحش من جماعتهم، والخائف على دمه منهم، أين زال النبي ÷ زال معه، وإن غال(٢) النبي ÷ أمر وقاه بنفسه، فمن يساويه وهذه حاله ~ والحال الأخرى حال القوم في كفرهم بربهم وإنكارهم رسوله، واختيارهم عبادة أوثانهم، وعلي بن أبي طالب يعظم ما صغروا، ويكرم(٣) ما أهانوا حتى دخل من دخل في دين الله رغبة أو رهبة، ولما(٤) طال على رسول الله تكذيب قومه إياه استشار عليا ~ فقال له: «ما ترى؟ قال: يا رسول، ها سيفي وكان بالضرب به دونه جوادا، قال رسول الله: «إني لم أؤمر بالسيف، فنم على فراشي وقي بنفسك نفسي حتى أخرج فإني قد أمرت بذلك» فنام على فراشه، ووقاه بنفسه باذلا لمهجته، واثقا بأن الله تعالى غير خاذله.
  ومن يدعى(٥) الفضل عليه إما راصد لرسول الله أو معين عليه، أو جالس عنه، همّهم في ذبائح النعم على الأصنام، والاستقسام بالأزلام، وأقلام الملائكة تصعد بعمل رسول الله ÷ وبعمل علي # فلما استقرت برسول الله الدار وحل في الأنصار، أمره الله جل ثناؤه أن يشهر سيف التوحيد وضمن له التأييد، فجاءت حال المنابذة، وتدانت الزحوف أيد الله جل ثناؤه رسوله بعلي بن أبي طالب، فقام إليهم وله خطرات بسيفه ذي
(١) في (أ، د): يستغديه بهممه.
(٢) أخذه أمر من حيث لم يدر.
(٣) نهاية الصفحة [٢٣٦ - أ].
(٤) في (أ، د): فلما.
(٥) في (ب، ج): ادعى.