المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[خروجه ونص دعوته]

صفحة 459 - الجزء 1

  لكتبوا أساطير أهوائهم⁣(⁣١) وأمنية نفوسهم، ثم أظهروا ما في قلوبهم من النفاق والتكذيب، ولكنهم علموا أنهم لا يسوغ لهم ذلك ولا يستقيم ما طلبوا من التملك⁣(⁣٢) والجبرية إلّا بتصديق محمد ÷ وإظهار التوحيد، فأظهروا دعوة الإسلام وأسروا النفاق، فتلك آثارهم تنبئ عنهم، وأحكامهم تخالف دعواهم ولو كانوا على شيء من الأمر لحفظوا محمدا ÷ في ذريته، ولم يستأثروا عليهم بفيئهم وخمس ما أفاء الله عليهم، ثم هذا مع تعطيل⁣(⁣٣) الأحكام وتغيير الأقسام وإضاعة الحدود؛ وأخذهم الرشا، واتباعهم الهوى، فالله الله أيها الناس ارجعوا⁣(⁣٤) إلى الحق وأجيبوا إليه أهله، لا تغرنكم الآمال فإن الآمال هي الاستدراج، قال الله ø:

  {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ ١٨٢ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}⁣[الأعراف: ١٨٢ - ١٨٣] [القلم: ٤٤ - ٤٥]، فقد أملي لمن كان قبلكم من الأمم ثم أخذوا وكانوا في إملائهم إذا أحدثوا لله معصية جدد الله لهم عليها نعمة، «فبذلك»⁣(⁣٥) اغتروا واجترءوا، فبغتهم الله بالعذاب من حيث لم يشعروا⁣(⁣٦) فما أغنى عنهم كيدهم وما كانوا⁣(⁣٧) يجمعون، وقد قص الله عليكم ما ارتكبت بنو إسرائيل وما حل بهم من سخط الله وعذابه، فتوبوا إلى الله أيها المسلمون وأجيبوا إلى الحق دعاتكم، فلسنا نريد بما ندعوكم «إليه»⁣(⁣٨) ملكا نقهركم به، ولا ما لا نستأثر به عليكم ولا ندعوكم إلّا لإقامة أودكم وإماتة البدع وإحياء السنن وحكم الكتاب، لترجع ألفتكم وتكونوا إخوانا؛ وعلى أمر الله أعوانا؛ فأبصروا رشدكم⁣(⁣٩) قبل أن تقول نفس {يا حَسْرَتى عَلى


(١) في (أ): هواهم.

(٢) في (أ، ب، د): ما طلبوا من التمليك.

(٣) في (ب، ج): ما أفاء الله فهذا تعطيل.

(٤) في (أ): راجعوا.

(٥) ساقط في (أ، ب، ج).

(٦) في (ب، ج): من حيث لا يشعرون.

(٧) نهاية الصفحة [٢٥٩ - أ].

(٨) في (ب) ساقط.

(٩) في (أ، ب، ج): فانصروا رشدكم.