المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[مطاردته وسجنه]

صفحة 461 - الجزء 1

  ثم إن سليمان بن الجنيد الطحاوي الصيقل⁣(⁣١) عمل في خلاص الحسن بعد وفاة أبي جعفر من السجن، وقد كان الحسن دفع إلى سليمان ابنه وابنته فسماهما بغير اسميهما ورباهما، وكان اسم ابنه عبد الله، «واسم»⁣(⁣٢) ابنته خديجة، فلما أفضت الخلافة إلى الملقب بالمهدي أطلق كل من كان في حبوسه غير الحسن ورجل من آل مروان، وقال سليمان للحسن: قد كنت أظن أنك ستطلق، فما أرى القوم مخرجوك⁣(⁣٣) ما دمت حيا، ولو كان ذلك في أنفسهم لأخرجوك مع من قد أخرجوا، فهل لك «في»⁣(⁣٤) أن أعمل⁣(⁣٥) في إخراجك فتخلص إن قدرت على ذلك؟ قال: على اسم الله.

  قال سليمان: فأتيت يعقوب بن داود فشاورته في ذلك فقال لي: اعمل، فإنها فرصة يمكن فيها العمل.

  قال: فخرجت إلى أصحابي الزيدية فيهم أبو الحوراء، وكان فاضلا وصاح بالمهدي يوما وهو يخطب: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ ٢ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ}⁣[الصف: ٢ - ٣].

  فأمر به فأدخل عليه، فقال: ما حملك على ما جاء منك؟

  قال له: قول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ}⁣[آل عمران: ١٨٧] فاتق الله.

  قال: ويلك من أنت؟


(١) في (ب، ج): سليمان بن الجنيد الطحاوي.

(٢) ساقط في (ب، ج).

(٣) في (ب، ج): ليخرجوك.

(٤) ساقط في (ب، ج).

(٥) نهاية الصفحة [٢٦١ - أ].