[نماذج من كلامه]
  والمدر والعود وتمسحون بذلك، وتضيعون بضعة رسول الله(١).
  [٣٣] أخبرنا أبو العباس الحسني قال: أخبرنا ابن عافية، قال: حدثنا يحيى بن الحسين العلوي، عن أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: حدثنا عمي دينار بن حكيم، قال: رأيت الحسين بن علي صاحب فخ(٢) # على منبر رسول الله يقول بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبي ÷: يا أيها الناس أنا ابن رسول الله في مسجد رسول الله على منبر رسول الله أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه والاستنفاذ مما تعلمون، ومد بها صوته.
  قال ابن عباد(٣): وأقبل خالد البربري(٤)، - وكان مسلحة للسلطان بالمدينة - في السلاح معه أصحابه حتى وافوا باب المسجد الذي يقال له: باب جبريل(٥)، فنظرت إلى يحيى بن عبد الله قد قصده في يده السيف، فأراد خالد أن ينزل فبادره يحيى بالسيف فضربه على جبينه وعليه البيضة والمغفر والقلنسوة، فقطع ذلك كله حتى أطار قحف رأسه وسقط عن دابته، وشد على أصحابه فتفرقوا، وانهزموا(٦).
  قال أبو الحسن النوفلي: قال أبي: وكان محمد بن سليمان بن علي خرج في ذلك العام حاجا، وكان الطريق مخوفا فاستعد بالرجال والسلاح، قال: وحج في ذلك العام العباس بن محمد وسليمان بن أبي جعفر وموسى بن عيسى وهو على الموسم وولاية مكة إليه، وحج فيمن حج مبارك التركي، فقصد المدينة ليبدأ بالزيارة، ومعه جمع كثير(٧)، فلما قرب من المدينة
(١) في مقاتل الطالبيين قال: وخطب الحسين بن علي بعد فراغه من الصلاة فحمد الله وأثنى عليه، وقال: «أنا ابن رسول الله وعلى منبر رسول الله وفي حرم رسول الله أدعوكم إلى سنة رسول الله ÷، أيها الناس أتطلبون آثار رسول الله في الحجر والعود وتتمسحون بذلك وتضيعون بضعة منه»، مقاتل الطالبيين ص (٣٧٦)، وتاريخ الطبري (٦/ ٤١٨).
(٢) نهاية الصفحة [٢٧٠ - أ].
(٣) أي محمد بن عباد البشري.
(٤) البربري: اسمه خالد، هو القائم بأمر الصوافي والسلاح بالمدينة وقائد على مائتين من الجند المقيمين في المدينة آنذاك، تاريخ الطبري (٦/ ٤١٢)، مقاتل الطالبيين ص (٣٧٦).
(٥) من أبواب مسجد الرسول الأعظم ÷، انظر خلاصة الوفاء (٣٤٠ - ٣٤١)، (٤٦).
(٦) أورد الأصبهاني صاحب كتاب (مقاتل الطالبيين) نفس هذه الرواية، انظر: مقاتل الطالبيين (٣٧٦ - ٣٧٧). وانظر أيضا: تاريخ الطبري (٦/ ٤١٢ - ٤١٨)، غاية الاختصار (٥٣).
(٧) في (ج): كبير.