المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[نماذج من كلامه]

صفحة 471 - الجزء 1

[نماذج من كلامه]

  قال: فلما قدمت المدينة⁣(⁣١) رأيت للناس حركة أنكرتها⁣(⁣٢)، وأتيت مسجد رسول الله وهو غاص بالناس، والحسين على المنبر يخطب، وهو يقول: أيها الناس، أنا ابن رسول الله على منبر رسول الله أدعوكم إلى سنة رسول الله⁣(⁣٣) فقلت قولا أسره: إنا لله وإنا إليه راجعون⁣(⁣٤)، ما يصنع هذا الرجل بنفسه، وبالقرب مني عجوز من عجائز أهل المدينة، فنهرتني وقالت: تقول هذا لابن رسول الله! فقلت: يرحمك الله، والله ما قلت هذا إلّا للإشفاق عليه⁣(⁣٥).

  وروى النوفلي⁣(⁣٦) قال: حدثني محمد بن عباد البشري؛ وكان رجلا من خزاعة؛ فقال: صليت صلاة الصبح في مسجد رسول الله خلف الحسين، فلما فرغ من صلاته⁣(⁣٧) صعد المنبر وقعد على مقعد رسول الله وعليه قميص أبيض وعمامة بيضاء قد سدلها من بين يديه ومن خلفه، وسيفه مسلول قد وضعه بين رجليه، وكان أهل الزيارة قد كثروا في ذلك العام، وقد ملئوا المسجد، فتكلم وقال في كلامه: أيها الناس، أنا ابن رسول الله وعلى منبره، أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه.

  وفي غير هذه الرواية أنه قال في خطبته: أيها الناس، أتطلبون آثار رسول الله في الحجر


(١) في (أ): قدمت إلى المدينة.

(٢) نهاية الصفحة [٢٦٩ - أ].

(٣) في مقاتل الطالبيين: (أنا ابن رسول الله، على منبر رسول الله، وفي حرم رسول الله، أدعوكم إلى سنة رسول الله ÷)، مقاتل الطالبيين (٣٧٦)، وانظر تاريخ الطبري (٦/ ٤١٨) وفيه: فنظم حسين فحمد الله وأثنى عليه وخطب الناس فقال في آخر كلامه: (يا أيها الناس أنا ابن رسول الله في حرم رسول الله وفي مسجد رسول الله وعلى منبر رسول الله أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه ÷، فإن لم أف لكم بذلك فلا بيعة لي في أعناقكم).

(٤) استشهادا بقوله تعالى: {الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ}⁣[البقرة: ١٥٦]، وفي مقاتل الطالبيين: «وقلت في نفسي قولا أسره: إنا لله ما صنع هذا بنفسه». ص (٣٧٦).

(٥) انظر الخبر في مقاتل الطالبيين ص (٣٧٦)، والطبري (٦/ ٤١٨).

(٦) النوفلي: هو علي بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن نوفل بن الحارث.

(٧) في (أ): الصلاة.