[رواية أخرى]
  وخرجت الأشراف في اليوم الرابع من القتال فتسوقوا، دار(١) الحاج ومر عظم الناس من الحاج(٢) على طريق نجد وتركوا المدينة، وأخذ أهل الشام وأهل مصر على الساحل إلى مكة، فأقاموا إلى أربع وعشرين ليلة مضت من ذي القعدة فكان عدة أيام مقامهم(٣) بالمدينة ثلاثة عشر يوما، ثم توجهوا إلى مكة فتبعهم ناس من الأعراب من جهينة ومزينة وغفار وضمرة(٤) وغيرهم، ولقيهم عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن بالأبواء(٥)، وكان غائبا ولم يكن حضر مخرجهم.
  وترأس على العباسيين العباس بن محمد فهو يدبر أمرهم.
  فلما قدموا مكة وجدوا بها من أحبائهم ومواليهم مع من قدم مع سليمان بن علي، وبعث العباس(٦) العيون والطلائع، وأقبل الحسين في أصحابه، فلما كان(٧) بسرف تلقته أوائل الخيل(٨) وجنح إلى العباس بن محمد مولى لمحمد بن سليمان(٩) كان مع الحسين(١٠)، فساروا
(١) في (ب، ج، د): وقدم.
(٢) في (أ، د): مر عظم الحاج والناس.
(٣) في (ب): عدة أيام مقاتلتهم.
(٤) هم جهينة بن زيد، حي من قضاعة من القحطانية، وهو عبارة عن بطون كثيرة كانت مساكنهم ما بين الينبع ويثرب. انظر معجم القبائل العربية (١/ ٢١٦) وما بعدها. ومزينة: بطن من بني سالم من حرب، وأيضا بطن من مضر من العدنانية كانت مساكن مزينة بين المدينة ووادي القرى، معجم القبائل العربية (٣/ ١٠٨٣). غفار: هم بنو غفار بن مليل بطن من كنانة من العدنانية، قال رسول الله ÷: «الأنصار ومزينة وجهينة وغفار وأشجع ومن كان من بني عبد الله موالي دون الناس والله ورسوله مولاهم». صحيح مسلم (٧/ ١٧٨)، وانظر معجم القبائل (٣/ ٨٩٠). ضمرة: هم ضمرة بن بكر بطن من كنانة بن خزيمة من العدنانية، انظر معجم القبائل العربية (٢/ ٦٦٧).
(٥) قرية من أعمال الفرع بالمدينة. انظر معجم البلدان (١/ ٧٩ - ٨٠).
(٦) العباس: هو العباس بن محمد بن عبد الله بن العباس.
(٧) في (ب، ج، د): كانوا.
(٨) في (ب): أوائل الجند.
(٩) هو العباس بن محمد مولى محمد بن سليمان بن علي العباسي، وقول المؤلف: «كان بسرف» أي: سرف بفتح أوله، وكسر ثانيه، وآخره فاء، قال أبو عبيد: السرف الجاهل. وهو موضع على ستة أميال من مكة، وقيل: سبعة وتسعة واثني عشر، وقيل: عشرون ميلا عن مكة باتجاه المدينة. معجم البلدان (٣/ ٢١٢)، مناسك الحربي (٤٦٤ - ٤٦٥).
(١٠) نهاية الصفحة [٢٧٨ - أ].