المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[رواية أخرى]

صفحة 480 - الجزء 1

  حتى إذا صاروا بفخ تلقاهم العباس بن محمد بالخيل والرجال، وكان ممن اجتمع إلى الطالبيين سبعمائة رجل فصفوا لهم على الطريق.

  قال: فدعاهم العباس إلى الأمان، وضمن للحسين قضاء دينه والأمان لمن معه من أهل بيته، ولم يترك شيئا من حسن العرض إلّا بذله، فأبى ذلك أشد الإباء.

  قال مصعب: كان الرئيس سليمان بن أبي جعفر؛ لأنه كان على الموسم، فأمر موسى بن عيسى بالتعبئة فصار محمد بن سليمان في الميمنة وموسى في الميسرة، وسليمان بن أبي جعفر والعباس بن محمد في القلب.

  فكان أول من بدأهم موسى⁣(⁣١)، فحملوا عليه فاستطرد لهم شيئا حتى انحدروا في الوادي، وحمل عليهم محمد بن سليمان من خلفهم وطحنهم طحنة واحدة.

  وقال النوفلي: إنهم لما صاروا بفخ قدّم موسى بن عيسى بين يديه محمد بن سليمان، وقال له: قد عرفت فرارك وفرار أخيك من إبراهيم بن عبد الله، وإنما تداري هؤلاء القوم وتبقي عليهم لأنهم أخوالك، فألهبه بذلك⁣(⁣٢) القول، فأقبل محمد في خيله، ومن ضم⁣(⁣٣) إليه من الجند، فأرسل موسى إلى الحسين يخيره⁣(⁣٤) خصلة من خصال ثلاث: أن يعطيه الأمان ويضمن له على الخليفة القطائع والأموال، أو أن ينصرف إلى المدينة حتى ينقضي الحج، أو أن يهادن بعضهم بعضا فيدخل فيقف ناحية ويقفون ناحية، فإذا انقضى الحج تناظروا، فإما كانوا سلما⁣(⁣٥) أو حربا.

  فأبى ذلك كله وتهيأ للحرب ونقض هو وأصحابه الإحرام ونشبت بينهم الحرب بفخ،


(١) وهو ما ذهب إليه صاحب مقاتل الطالبيين. المقاتل (ص ٣٧٨).

(٢) في (أ، ج، د): بهذا.

(٣) الأبلغ أن يقول: انضم.

(٤) في (د، أ): خيره.

(٥) نهاية الصفحة [٢٧٩ - أ].