المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[بيعته وبعض من أخباره]

صفحة 517 - الجزء 1

  عزب المنام فما أذوق⁣(⁣١) مناما ... والهم يضرم في الفؤاد ضراما

  بل كيف أهجع⁣(⁣٢) أو ألائم مضجعا ... والدين أمسى أهله عواما

  في بحر جور زاخر وعماهة ... في فتنة لا يعرفون إماما

  أمسى يسوس المسلمين عصابة ... لا يعرفون محللا وحراما

  إلى آخر القصيدة.

  قال موفق: فأتيت به محمدا فقال: التمس لي هذا الرجل فأدخله علي سرا لا يعلم به أحد، فلما عاد إليّ نصر أدخلته إليه، فاستخليا ناحية من الدار⁣(⁣٣)، فلما أصبحنا قال نصر: يا بن رسول الله إني أريد الموقف، ولست أدري ما أنا عليه منك، ولا ما الذي أنصرف به من عندك، فما الذي تأمرني به؟

  قال: الخطر عظيم والرأي سقيم، ولا بد من مشاورة ومناظرة، فإذا صح الرأي أنفذت العزيمة، وأنا مواقع هذا المصر؛ وأومأ بيده إلى الكوفة؛ فإنه محل شيعتنا ومجمع أنصارنا، فمناظرهم فيما دعوتني إليه، وعارض عليهم ما ندبتني⁣(⁣٤) له، ثم يأتيك رأيي بالتقدم أو التأخر، فتعمل على قدر ما يأتيك منه إن شاء الله.

  [٤١] [وحدثنا أبو العباس الحسني قال: حدثنا أبو زيد العلوي عن أبي جعفر أحمد بن الحسين الكوفي عن]⁣(⁣٥) نصر بن مزاحم قال: حدثني الحسن بن محمد السلمي، قال: خرجت مع عمي حاجا سنة ثمان وتسعين ومائة، فلما صرنا بالمدينة تطوف عمي بمنازل الطالبيين منزلا منزلا ليسلم عليهم، ويقضي من حقوقهم، وحق من حضر المدينة، فلما صار إلى منزل


(١) في (أ، د): فلا أذوق.

(٢) في (د): تهجع.

(٣) في (أ، د): ناحية من البيت.

(٤) نهاية الصفحة [٣١٠ - أ].

(٥) في أصولي: وبهذا الإسناد عن نصر بن مزاحم.