المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[أبو السرايا ومواقفه مع صاحب الترجمة]

صفحة 523 - الجزء 1

  قال: فأتيناه وهو في قصر من قصور القرية وبين يديه مرآة ودواء وهو ينظر في المرآة ويداوي جراحة به في وجهه، فلما رآنا أنكرنا حتى عرفنا في وجهه⁣(⁣١) التغير والغضب، فسلمنا فرد جواب سلامنا، ثم قال: من أنتم؟

  قلنا: بعض أبناء السبيل، انتجونا ابن عم لنا فخفي علينا موضعه، فرجونا أن تكون عارفا به وبمكانه.

  قال: ومن هو ابن عمكم؟

  قلنا: أبو السرايا السري بن منصور الشيباني⁣(⁣٢).

  قال: هل تعرفونه إن رأيتموه⁣(⁣٣)؟

  قلنا: نعرف النسب وننكر الرؤية.

  قال: فأنا هو.

  فأكببنا عليه وصافحناه وعانقناه، ثم قلنا: إن في السفر معنا بعض من تحب لقاءه وترغب في السلام عليه، فهل يخف عليك النهوض معنا إليه؟

  قال: ومن هو؟

  قلنا: بعض أهل بيت نبيك ÷ وولاة دينك.

  فقال: الحمد لله رب العالمين، والله ما انفككت داعيا إلى الله «أن»⁣(⁣٤) يريني بعض ولد نبيه، فأبذل نفسي له وأموت تحت ركابه.

  قلنا: من تحب أن ترى منهم؟

  فقال: محمد بن إبراهيم فإنه وصف⁣(⁣٥) لي برأي ودين، فإني كنت كاتبته ودعوته إلى الذب عن دينه وطلب وراثة جده.


(١) في (ب، ج، د): عرفنا فيه.

(٢) هو السري بن منصور أحد بني ربيعة بن ذهل بن شيبان، وقد سبق التنويه إلى أهم مراجع ومصادر ترجمته.

(٣) في (ب، ج،): إذا رأيتموه.

(٤) ساقط في (ج).

(٥) نهاية الصفحة [٣١٦ - أ].