المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[خروجه #]

صفحة 561 - الجزء 1

  فقالوا صدقت: أيها الشيخ، ما أحسن ما قلت، وإن لك ملتنا، ولحمنا ودمنا، وأنت منا أهل البيت، وما نطقت فهو الصواب، ونحن نفعله بإذن الله إن شاء الله.

  قال: فقلت: فرحوني، ولا تبرحوا حتى تبرموه ولا تؤخروه إلى مجلس آخر، فإنا لا نأمن من الحوادث.

  فبرز أبو محمد القاسم إبراهيم، وأقبل على⁣(⁣١) أبي عبد الله أحمد بن عيسى وقال: إن شيخنا وولينا قد قال قولا صادقا متفقا، وقد اخترتك لأمة محمد ÷ وأنت العالم القوي تقوى على هذا الأمر، فقد رضيتك، ورضي أصحابنا فتولّ هذا الأمر⁣(⁣٢)، فمد يدك أبايعك على كتاب الله وسنة رسوله، فأنت الرضا لنا، ما تقولون يا أصحابنا؟ قالوا جميعا: رضا رضا، فقال أحمد بن عيسى: لا والله وأنت يا أبا محمد حاضر، إذا حضرت فلا يجب لأحد أن يتقدمك، ويختار عليك، وأنت أولى بالبيعة مني، فقال القاسم: اللهم [غفرا]، اللهم غفرا، أرضاك وأسألك أن تقوم بأمر أمة محمد ÷ فتحيله علي، فقال: لا يكون ذلك وأنت حاضر.

  قال: ثم أقبل القاسم على عبد الله بن موسى، فقال: يا أبا محمد قد سمعت ما جرى وقد امتنع أبو عبد الله أن يقبل ما أشرت به، وأنت لنا رضا⁣(⁣٣)، وقد رضيتك لعلمك وزهدك.

  فقال: يا أبا محمد نحن لا نختار عليك أحدا، وقد أصاب أبو عبد الله فيما قال، فأنت الرضا لنا جميعا⁣(⁣٤).

  فقال القاسم: اللهم غفرا أحلت علي أنت أيضا، لم تزهدون في النظر لأمة أبيكم محمد ÷ وللناس عامة؟

  ثم أقبل على الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد، فقال: فأنت يا أبا محمد اقبل هذا الأمر


(١) في (ب): وأقل إلى.

(٢) في (أ، ب، د): ورضي أصحابنا قبول هذا الأمر.

(٣) نهاية الصفحة [٣٤٨ - أ].

(٤) في (أ): فأنت الرضا لجميعنا.