المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[خروجه #]

صفحة 562 - الجزء 1

  فإنك أهل له، وأنت قوي على النظر فيه، والبلد بلدك، وتعرف من أمر الناس ما لا نعرف.

  فقال: يا أبا محمد والله لا يتقدم بين يديك أحد إلّا وهو مخطئ، أنت الإمام، وأنت الرضا، وقد رضيناك جميعا⁣(⁣١).

  فقال القاسم: اللهم غفرا اللهم غفرا.

  قال: ثم إن أحمد بن عيسى أقبل على القوم، فقال: إن أبا محمد لنا رضا وقد رضيت به.

  قال عبد الله بن موسى والحسن بن يحيى: صدقت أيها الشيخ.

  قال محمد بن منصور: فخفت أن يفوتنا وقت صلاة العصر⁣(⁣٢)، ولم يبرموا أمرا حتى أسرّ⁣(⁣٣) أحمد بن عيسى إلى القاسم إبراهيم وأخذ يده، وقال: قد بايعتك على كتاب الله وسنة نبيه ÷ وأنت الرضا، فجعل القاسم ~ يقول: اللهم غفرا ... اللهم غفرا، ثم بايعه عبد الله بن موسى، والحسن بن يحيى ورضوا به، وقالوا لي: بايع، فقمت إليه وبايعت القاسم بن إبراهيم على كتاب الله وسنة نبيه ÷ ثم قال لي القاسم: قم يا أبا عبد الله وأذّن، وقل فيه⁣(⁣٤): حي على خير العمل، فإنه هكذا نزل به جبريل # على جدنا محمد ÷(⁣٥)، فقمت، وأذنت وركعت⁣(⁣٦) وأقمت فتقدم القاسم بن إبراهيم # فصلى بنا جماعة صلاة العصر، وباتوا عندي تلك الليلة، وصلّى بنا المغرب والعشاء جماعة، فلما أصبحوا تفرقوا، ومضى القاسم بن إبراهيم إلى الحجاز، وأحمد بن عيسى إلى البصرة، وعبد الله بن موسى إلى الشام، ورجع الحسن بن يحيى إلى منزله، فكانوا على بيعة القاسم #.


(١) في (د): وقد رضينا بك جميعا.

(٢) في (أ): وقت الصلاة للعصر.

(٣) في (ب، ج، د): حتى انتبز.

(٤) نهاية الصفحة [٣٤٩ - أ].

(٥) انظر الأذان بحي على خير العمل للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسن العلوي (٣٦٧ - ٤٤٥ هـ).

(٦) أي صلّى ركعتين نافلة، وقبل إقامة الصلاة المكتوبة.