المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[جهاده للقرامطة]

صفحة 571 - الجزء 1

[جهاده للقرامطة]

  وحدثني أنه حضر معه # ثلاثا وسبعين وقعة مع⁣(⁣١) القرامطة⁣(⁣٢)، وأن كبيرهم، ورئيسهم يومئذ رجل يعرف بعلي بن الفضل، وكان كذابا متنبّيا.

  وحكي أنه خرج مرة في عسكر جرار لا يقادر قدرهم وعددهم، وأن الهادي # وافقهم في بعض الليل فمنحوه أكتافهم، وقتل منهم مقتلة عظيمة، وغنم شيئا كثيرا، وأنه سمع من عساكرهم التأذين بأشهد أن علي بن الفضل رسول الله⁣(⁣٣).

  ثم خرج هذا اللعين بجنوده، وحده وحديده نحو الكعبة ليهدمها، وأن طريقهم لم تكن على [طريق] يحيى بن الحسين فبلغ يحيى بن الحسين خبرهم، وما هموا به، فنادى في أصحابه فاجتمعوا⁣(⁣٤)، فقال: إن هؤلاء قد خرجوا لما هموا به من هذه الفادحة في الإسلام، وما أدري إلّا أن الفرض في منابذتهم قد لزم⁣(⁣٥)، فتأهبوا للترصد لهم؛ فضعفوا وجبنوا لقلة عددهم إلى عدد القوم، فأبى عليهم، وخرج بهم، فلما قاربوا عسكر اللعين تراءوا له، فقال لأصحابه: من هؤلاء؟

  فقالوا: العلوي صاحب اليمن وأصحابه.

  قال: ما يريدون؟

  قالوا: جاء محاربا⁣(⁣٦) لك. فأزرى بهم.

  فقال: هو ما سمعت، فنزل بقومه ونزل يحيى بن الحسين بأصحابه، وقد هالهم كثرة


(١) في (ب، ج، د): في.

(٢) فرقة متفرعة من فرق الباطنية تنسب إلى رجل يدعى حمدان قرمط، وقد لقب بقرمط لقصر كان فيه.

(٣) انظر: الإفادة (١٣٧)، والحدائق الوردية (٢/ ٢٤)، وسيرة صاحب الترجمة (الفهرس ص ٤٥٣) الهادي #.

(٤) في (أ): فاستجمعوا.

(٥) في (أ، ج، د): لزمنا.

(٦) بعد كلمة جاء نهاية الصفحة [٣٥٦ - أ].