المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[بعض مواقفه في شبابه]

صفحة 572 - الجزء 1

  أعداء الله في قلة عددهم، وكان عددهم على ما [٦٣] حدثني أبو العباس الحسني قال: حدثنا أبو عبد الله اليماني |: ألف رجل، فقال لهم الهادي يحيى بن الحسين #: مما تفزعون، وأنتم ألفا مقاتل؟

  قال: فقلنا: إنما نحن ألف.

  قال: اتركوني على ألف.

  قال: ثم قال الهادي # «لأصحابه»:⁣(⁣١) ما الرأي عندكم⁣(⁣٢)؟

  قال: فقال أبو العشائر⁣(⁣٣)؛ وكان ممن يقاتل راجلا: ما في الرجّالة أشجع مني، ولا في الفرسان أشجع منك، فانتخب من الجميع ثلاثمائة رجل، فسلحهم بأسلحة الباقين حتى نبيتهم، فإنا لا نقدر عليهم، ولا نطيقهم إلّا هكذا⁣(⁣٤)، فاستصوب الهادي ذلك منه، ففعلوا ليلا ووقعوا فيهم ينادون بشعار يحيى بن الحسين حتى ركبوا أكتافهم، وهزموهم {وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}⁣[الحج: ٤٠].

[بعض مواقفه في شبابه]

  [٦٤] حدثني أبو العباس الحسني قال: حدثني أبو عبد الله اليماني | قال: كان يحيى بن الحسين # إذا قاتل قاتل على فرس له يقال له: أبو الحماحم، ولم يكن يطيقه


(١) ساقط في (أ).

(٢) كان الإمام الهادي # نموذجا بارزا ومهما وفذا في تطبيق العدل والمساواة، وكان في ممارسته لسلطانه كإمام وكحاكم للمسلمين من تلك الشخصيات الفذة في تاريخ المسلمين، وكان تجسيدا كاملا لكل ما نادى به هو ومن سبقه من الأئمة الأبرار، انظر: الإمام الهادي واليا وفقيها، لنعمان ص (١٩٥ - ٢٨٨)، الإمام زيد أبو مزهرة ص (٥١٣) وما بعدها، سيرة الهادي ص (٨٢، ٥٣، ٥٨، ٥٩، ٦٢ ... إلخ).

(٣) أبو العشائر: في سيرة صاحب الترجمة: أبو العشيرة أحمد بن محمد الروية، انظر: السيرة ص (١٨، ٢١٤، ٢١٥، ٣٥٦، ٣٩٢، ٣٩٨)، وكان شجاعا مقداما مجاهدا في سبيل نصرة الحق وأهله.

(٤) في (ب، ج، د): كذا.