المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[بعض مواقفه في شبابه]

صفحة 574 - الجزء 1

  وسمعت⁣(⁣١) محمد بن علي بن سليمان الرسي | يحكي عن ابن محمد بن القاسم بن إبراهيم أن يحيى بن الحسين كان غلاما حزورا⁣(⁣٢) بالمدينة، وأن طبيبا نصرانيا كان يختلف إلى أبيه الحسين بن القاسم على حمار له يعالجه في مرض كان به، فنزل عن الحمار يوما، وتركه على الباب، ودخل، فصعد يحيى بن الحسين # بالحمار السطح «فلما خرج الطبيب فقد الحمار، فقيل له: صعد يحيى به السطح»⁣(⁣٣)، فتحير الرجل، فقيل له: نسأله أن ينزله، فإن المثل السائر على أفواه الناس أنه إنما ينزل الحمار من صعد به، فسألوه «إنزاله»⁣(⁣٤) فأنزله، ودميت بنانه فبلغ ذلك أباه، فزبره، وخاف عليه العين⁣(⁣٥).

  وقيل: إنه كان أسديا⁣(⁣٦)، أنجل العينين⁣(⁣٧)، واسع الساعدين غليظهما، بعيد ما بين المنكبين والصدر، خفيف الساقين والعجز⁣(⁣٨)، كأنه الأسد، وذلك أقوى بشر في الناس⁣(⁣٩).

  وباشر الحروب والوقائع، والطعن والضرب، وتلقى أهوال الحروب بنفسه، ما يأتي بعضه بعد هذا.

  وسمعت بعض أصحابه أنه كان يخرج في المفازة وحرمه على البعير فانقلب البعير بحرمه، فغدا هو خلفه ليقف البعير، فلم يقدر حتى أخذ بذنب البعير فأوقفه⁣(⁣١٠)، وأمر أهله بالنزول، فلما نزلوا انفصل الذنب مع النصف من البعير بعروقه.


(١) القائل: علي بن بلال المتمم.

(٢) الحزور الغلام الذي قد شبّ وقوى. والحزوّر: الغلام القوي والرجل القوي، المعجم الوسيط. مادة (حزحز).

(٣) ساقط في (أ).

(٤) ساقط في (أ).

(٥) زبره عن الأمر: منعه ونهاه. وعند لفظ: العين نهاية الصفحة [٣٥٨ - أ]، والعين معروفة، قال رسول الله ÷: «العين حق».

(٦) في (د): أسدا.

(٧) النجل بالتحريك: سعة العين.

(٨) في (أ): الفخذ.

(٩) انظر كتاب الشافي (١/ ١ / ٣٠٣).

(١٠) في (أ، د): ووقفه.