المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[فتح صنعاء ونواحيها وأسر ابنه المرتضى]

صفحة 587 - الجزء 1

  أيطمعون بدار الخلد إنهم ... فيما رجوه على حدباء من لاق

  ليس الرسول براض بالذي فعلوا ... إذا لهم كشف الهادي عن ساق

  قل للعبيد إذا ما جئت ناديهم ... وحولهم خزوا من كل فساق

  كأنني بعد أيام بدولتكم ... وأنتم مزق في كل آفاق

  حتى على رغمكم أنجو ويعقبكم ... ربي بجدة دنياكم بإخلاق

  لا تأمنني فإن الدهر ذو عقب ... والله يحدث أمرا كل إشراق

  حسبي عليكم هلاك واذكروا خبري ... إن النصيحة لا تشرى بأوراق

  أكل يوم أراكم تنقصون وقد ... أرى عدوكم يعلو بإسحاق

  لا تحسبوا أنني آسى لحبسكم ... ونحوكم كان بقربتي وإعتاق

  إن الذي نالني فتح علي لما ... نويت في الله مع صبري وأخلاقي

  وقال أيضا وهو مقيد⁣(⁣١):

  لا تكثروا إن قلبي ليس يفزعه ... ثقل الحديد وحق الغر أجدادي

  ما زرتكم بقفا الخلى⁣(⁣٢) من عنت ... في يوم (أتوه) لو أوفوا بميعادي

  لكن همدان خلونا وما حفظوا ... لنا ذمام رسول الله في النادي

  ولو تناصفت الأبطال في حدد ... ما كان عمرك رهط العبد أندادي

  لو⁣(⁣٣) كان حولي خولان لما رضيت ... يوما بتركي وفدوني بأولادي

  وأنفس واقيات بالذمام إذا ... جاءت اللئام فهم هم خير أسادي

  السابقون إلى التقوى بفخرهم ... الذائدون العدا عن حوزة الهادي

  ذاك الإمام أمين الله قد علموا ... وناشر الحق في الحضار والبادي


(١) الأبيات في سيرته ص (٢٥٣ - ٢٥٤).

(٢) في (ب): بقنا الخطا.

(٣) في (ب، ج): أو.