[فتح صنعاء ونواحيها وأسر ابنه المرتضى]
  وقال أيضا(١):
  أتعلم يا ركيك بني طريف ... بأني ما نهضت(٢) من الحجاز
  وفي أملي البقاء لملك دنيا يدوم ... وما وقيت من المراز
  ولكني نهضت بثار ربي ... أذل الظالمين لدى البراز
  بطعن في الخواصر والتراقي ... وفي الأواسط ينفذ كالحراز
  أو الأخرى فتلك أجلّ قدرا ... وأعظم للثواب لدى المجاز
  وهمك أنت قينات وخمر ... وفسق لا تفيق(٣) من المخاز
  فميز بين فعلكم وفعلي ... وبين غوى كفرك واحتراز
  تجدني إن صدقت أحق منكم ... وأولى بالمقام وبالحياز
  وإن أبي الإمام وإن رغمتم ... له الرحمن بالإحسان جاز
  وقال أيضا(٤):
  وإليك(٥) يا بن العبد إن قيودكم ... لأقل في عيني من البواغي(٦)
  فاربع عليك فليس شيمة مثلنا ... جزع النفوس بمعضل البلوائي
  أعلي تجلب بالقيود وإنما ... هوى الحياة مخالف آبائي
  أحسبتني هلع الجنان وإنما ... أرضي تسيل عليكم وسمائي
  بالصبر إن خلائقي محمودة ... وكذاك كان الغرّ من قدمائي
  وبصيرتي في الدين تحجب نورها ... زلل الطباع إذا أردت منائي
  لو شئت أن لا تعتريني محنة ... لأقمت بين مطارحي ووطائي
(١) الأبيات في السيرة ص (٢٥٤).
(٢) في السيرة: ما دخلت، وفي نسخ أخرى: رحلت.
(٣) في السيرة المطبوعة: لا تضيق.
(٤) الأبيات في سيرة الهادي المطبوعة (٢٥٤ - ٢٥٥).
(٥) في السيرة المطبوعة: وأبيك.
(٦) في السيرة المطبوعة: (البوغاء) والبوغاء بموحدة مفتوحة وواو ساكنة وغين معجمة، ثم همزة وهي التربة الرخوة كأنها ذريرة وطاشة الناس وحمقاؤهم والأخلاط ومن الطيب رائحته، انظر القاموس المحيط ط (٢) ١٤٠٧ هـ / ١٩٨٧ م. مؤسسة الرسالة ص (١٠٠٧) باب الغين فصل الباء، مادة: (بوغاء).